للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها، وعُمل له ربعة ثلاث مرار وخُتم له في عصر يوم الأحد ثاني تاريخه بالمسجد الحرام والمعلاة، وعُدّ ذلك من الغرائب وكانت العادة الختم في الصباح.

وجاء النواب من جدة يوم تاريخه وكذا قاضي جدة بديع الزمان ابن الضياء الحنفي وحضر الختم بالمسجد الحرام والمعلاة، وأنشدت مرثية فيه بالمسجد فأمر الشريف أبو (١) نمي بتسكيت القارئ لها وهو الشيخ حسين بن ناصر أحد العدول بباب السلام. ويقال إن الشريف تشوش من الفقهاء لكون بعضهم أظهر الشماتة بموت أخيه، وهو القاضي أبو البقاء بن ظهيرة لسبب منعه له من السفر مع الحاج إلى الروم وشكاه على القضاة في الختم ولم يظهر له ذلك (٢) وبعد الختم سافر الشريف أبو (٣) نمى إلى فريقه جهة اليمن وعزَّاه بقية الناس فيه، فالله تعالى يخلفه عليه بخير.

وخلّف زوجة حسنية يقال إنّها ابنة خاله مريضة. وحزن الناس عليه لشبابه وشجاعته وكرم نفسه، وله من العمر إحدى وعشرون سنة، فإنّ مولده في سنة سبع عشرة وتسعمائة (٩١٧ هـ / ١٥١١ م) عوّضه الله في شبابه الجنة.

[شهر رجب الفرد استهل كاملا بالجمعة من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٩ م)]

وفي عشاء ليلة الأحد ثالث الشهر مات الأصيل القاضي أبو المكارم جمال الدين محمد ابن القاضي أبي المكارم ابن شيخنا المعمر القاضي شرف الدين الرافعي


(١) بالأصل: أبي.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بالأصل: أبي.