وفي عصر تاريخه طلع قاضي القضاة الشافعي وجماعة من الأعيان وغيرهم بعلو جبل أبي قبيس لرؤية الهلال وصلّوا هناك المغرب ونزلوا منه بغير رؤية مع وجود الصحو.
وفي صبح يوم الإثنين سلخ الشهر اجتمع اليازجي (١) على المبرّة الرومية واسمه محمود جلبي الرومي بصاحب مكّة الشريف أبي نمي وأمير الحاج تنم الجاركسي وسألهما في تفرقتها على أربابها، فأذنا له في ذلك فقبض المال من أمير الحاج المصري وكان وصل صحبته من القاهرة كما رسم به الخنكار في عام تاريخه، ووصلت الرسائل في البحر مع أمير جدة مصطفى المتوفى قريبا وتسلّم المال بحضرة قضاة مكّة الأربعة.
وفي يوم تاريخه فرّق أمير الحاج المصري الذخيرة الشريفة في وطاقه على يد ولده ومباشريه، وكان ذلك بسهولة.
[شهر ذي الحجة الحرام استهل كاملا بالثلاثاء من سنة ٩٣٤ هـ (١٥٢٨ م)]
وفي ضحى يوم تاريخه شرع اليازجي على الرومية بزيادة دار الندوة من المسجد الحرام في محل أوراد الشيخ محمد بن عراق، نفع الله به، وحضره القضاة الأربعة وغيرهم من المستحقين ففرّق الصّرر على أربابها بسهولة مع الأسماء المتفرقة.
وفي ثاني تاريخه فُرقت البيوت وثاني تاريخه أكملتْ تفرقة ذلك مع تسليم معلوم الأربطة لمشائخها وفرّقوها على أصحابها.
وفي هذه الأيام الثلاثة فُرّقت صرر مصر على أربابها كوقف الحنفي والمالكي والحنبلي وغير ذلك، وأوقف صر الشافعي كالحكمي والمستجد
(١) اليازجي: الكاتب باللغة التركية، محمد أحمد دهمان: معجم الألفاظ التاريخية ١٥٧.