قاضي القضاة شيخ الإسلام الجمالي أبي السعود إبراهيم بن علي بن ظهيرة القرشي الشافعي واجتمع عندهم جماعة من أقاربهم وغيرهم من أصحابهم.
ثم في يوم الأربعاء تاسع عشريْ (١) الشهر وصل لمكة من وادي مر ولي الزوجة ابن عم أبيها أقضى القضاة البرهاني إبراهيم ابن القاضي شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة بن ظهيرة الشافعي وعم والد الزوج القاضي أمين الدين محمد ابن الخطيب فخر الدين أبي بكر بن ظهيرة وأولاده وعياله.
وفي صبح يوم الخميس سلخ الشهر خرجت المؤذنة لطلب النساء في العقد وبل السكر المذاب لأجله وحصل لصق على المؤذنتين من أقارب الزوجين وأصحابهم، فكان المحصول لجهة الزوج أكثر من مؤذنة العروس لأجل اللصق على وجهها.
شهر ربيع الثاني استهل كاملًا بالجمعة لخفائه في الليلة قبلها من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٧ م)
وربما تحدث الناس بالوادي برؤية الهلال بالخميس ولم يثبت.
وفي ثالث الشهر كان العقد بين الزوجين في الفازه وحضره جماعة من الأشراف والقضاة والفقهاء منهم عَمَّا صاحب مكة السيد أبو الغيث ورميثة وبعض أولادهما والسيد عرار بن عجل النموي وقاضي القضاة الشرفي المالكي المتولي وقت تاريخه وقاضي الحنفية وقاضي الحنابلة المفصولان مع ابن عم الزوجة قاضي المسلمين البرهاني بن ظهيرة وجلس وسطهم وباشر العقد بنفسه وبالغ في الخطبة لتضمينها فضل قريش وجماعة الزوجين من الآباء والأجداد وحُمِد في تأديتها وبلاغتها وظهرت رئاسته فيها. كان الله في عونه وزاده فضلًا وإحسانًا.
وفي صبح يوم الأربعاء سادس الشهر عمل السماط في الفازة وكان هائلًا فيه
(١) بالأصل: تاسع عشر، وهو خطأ يتّضح أمره بعد قراءة الفقرة الموالية.