للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر جماد الأول استهل ناقصًا بالسبت من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٧ م)

واتفق في ظهر يوم الثلاثاء رابع الشهر أنّ نائب جدة فتح حاصل المسجد الحرام جهة باب إبراهيم تحت سكنه بالقصر وادعى أنه فقد بعض العود الهندي من البخور واتهم به بعض خدمه من الأروام فمسكه وتوجّه به إلى قاضي مكة الرومي وعرض عليه أمره فأمره بضربه حتى يُقرّ فتوجّه به إلى بيت القائد الزيني مبارك الدهلكي حاكم الشريف فضربه ضربًا مبرحًا وعاقبه بأنواع من العذاب وأسقاه الجير وكسر بعض أسنانه وأراد تلَفهُ، فلما شاهد جماعة الحاكم فحش فعله توجّهوا إلى القاضي الرومي وأخبروه بخبره فأمر بإحضاره إليه فرآه في حالة التلف وتكلم على نائب جدة وقال له: لم آمرك بقتله وإذا مات تُقتل به، وأمر بإطلاقه. ثم إنه … (١).

وفي صبح ثاني تاريخه توجّه القاضي والأمير جانم الحمزاوي إلى جهة الحاصل وأحضروا المضروب وهو مملوك لمشد العين الرومي الغائب عن مكة في جهة الروم وسألوه عن نصته فقال لهم: كان المفتاح معي وجاءني بعض جماعة نائب [جدة] (٢) وأخذه مني على لسانه. ثم إني تبعته فوجدتُ الأمير بنفسه في الحاصل ولم أعلم ما فعل فيه. فصار نائب جدة يحلف ببراءته من هذا الفعل. فقال له الأمير جانم الحمزاري: أنت المفرّط في مال الخنكار وهذا الحاصل غير مأمون في تخلية المال فيه وقَبّنَ الباقي من العود فجاء حملًا ونصفا (٣) وفضل فيه ثلاث قطع وزنها نحو ألف مَنّ بنحو سبعة آلاف دينار. وحُمل إلى المدرسة الأشرفية عند الصناديق وعدتها


(١) كذا انقطعت الجملة بالأصل.
(٢) إضافة يقتضيها سياق الجملة.
(٣) بالأصل: حمل ونصف.