للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة إحدى وأربعين وتسعمائة ٩٤١ هـ (١٥٣٤ - ١٥٣٥ م)

فيها حدثت (١) جملة حوادث منها مباشرة قاضي المسلمين برهان الدين إبراهيم الشافعي ابن أقضى القضاة الشهابي أحمد ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام البرهاني إبراهيم بن ظهيرة في الحكم بمكة والتحدث على نظر المسجد الحرام وجهاته بأمر صاحب مكة، كما كتب به خطة، وتوجّه قريبه أقضى القضاة الشرفي محيي ابن القاضي عز الدين الفائز ابن قاضي القضاة بجدة وخطيب المسجد الحرام الفخري أبي بكر بن ظهيرة الشافعي لقضاء جدة بأمر صاحب مكة ومباشرة الحكم بها.

وفي شهر ربيع الأول بعث صاحبها لحاكمها بمكة بأن يهتم مع القاضي برهان الدين بن ظهيرة في زفة المولد الشريف ويأمر القضاة والفقهاء بالمشي معه على عادة سلفه ومن وافاه كان واصلًا بالشريف أبي نمي صاحب مكة ومن تخلف عنه كان انفصاله في الزمان الباقي.

وأشيع هذا في البلد ووقف الحاكم القائد مرشد الحريري على ورقة الشريف فما تخلف أحد عن موافاته، وعُدّ ذلك من سعده. وكانت الزفة عظيمة بوقدان كثير من القناديل والشمع والمفرعات في ليلة الإثنين ثاني عشر ربيع الأول. وهنّأه الناس بها على العادة قبل توجّهه إلى المولد النبوي بسوق الليل وبعده القاضيان الحنفي والمالكي يحجبان (٢) المشار إليه ميمنة وميسرة والخطيب المحيوي العراقي على يمين المالكي. واتفق ذلك للشافعي المحي بن ظهيرة في أول ولايته، كما اتفق لابن عمه هذا من مشي القضاة معه كما شاهدناه والدنيا حظوظ ولكل زمان رجال.

ثم وافق سعده وصول القاصد مسلّم البدوي من القاهرة في عشري شهر ربيع الأول مع عدة مراسيم من نائب الديار المصرية باستمرار قاضي الشافعية على الحكم


(١) بالأصل: حدث.
(٢) بالأصل: يحجبا.