للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأعيان وغيرهم.

وفي صبح يوم الجمعة خامس عشر الشهر مات الإمام الأصيل زين الدين عبد المعطي بن مكرم ابن قاضي القضاة المحجي محمد الطبري المكي الشافعي. وكان وجعه نحو جمعة من سقطة برجله وأوصى لأولاده الستة بنقد أطلعهم عليه ولم يضن به، بعضه ورثه من أمه والباقي حصله بجهده. وجهّز في يومه وصلّى عليه في ظهر يوم الجمعة في مقام الخليل - كعادة أئمة الشافعية - أخوه شرف الدين يحيى ودفن على أبيه بتربة سلفه، وذُكر بخير لتقشفه وانجماعه. وخلّف أربعة ذكور وابنتين جبرهم الله تعالى.

شهر شعبان المبارك استهل ناقصًا أيضًا بالسبت من سنة ٩٤٣ هـ (١٥٣٧ م)

وفي ظهر يوم الجمعة سابع الشهر ختن الوزير الأعظم عز الدين عبد العزيز آصف خان - شيّد الله له الأركان - ولده المراهق محمد واسمه قطب خان وولده الثاني عمره سنة، وحضره قاضيا القضاة البرهاني بن ظهيرة الشافعي المفصول والمالكي التاجي عبد الوهاب بن يعقوب وجماعتهما، ولم يسمع غيرهما الخفية ذلك في منزل الوزير والدهما.

وفي يوم الخميس ثالث عشر الشهر عمل الوزير وليمة حسنة دعا فيها قضاة مكة من المتولين والمفصولين وأرباب الوظائف والمشائخ والعلماء والفضلاء من العرب والعجم، وباشر فيها أكابر جماعته لخدمته وهو حاضر. وعمل فيها أطعمة كثيرة وغيرها من الحلوى والسكر المذاب والماورد والبخور مما ابتهج به الحاضرون وصاحب الوليمة.