للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جار الله بن صالح الشيباني، وأمّها أمّ الهدى زينب ابنة قاضي المسلمين نور الدين علي بن أبي بكر المرشدي الأنصاري الحنفى، أنشأها الله نشْأً مباركا وأنْبَتَها نباتًا حسنا.

وهنّأني بولادتها العلامة المفتي شهاب الدين أحمد الزقّاق المالكي، نفع الله به بقوله مُضَمّنًا الحديث الشريف. . . . (١).

[شهر ذي القعدة الحرام من سنة ٩٢٤ هـ (١٥١٨ م)]

استهلّ ناقصا في ليلة الجمعة وطلع الشهود بباب السلام جبلَ أبي قبيس لرؤيته بأمر قاضي القضاة الشافعي لتوعّكه وانقطاعه بمنزله.

وفي ليلة تاريخه وصلتْ قافلة من المدينة الشريفة وفيها قاضي القضاة الحنبلي محي الدين عبد القادر بن ظهيرة وهو منفصلٌ عن القضاء بأمر صاحب الحجاز، وباشر إمامة مقام الحنابلة بنفْسه صبح وصولِه، وسلّم الناس عليه تهنئة الزيارة، وكذا غيره من الواصليّن وهم الخواجا عبد الكريم ابن الخواجا أحمد الطهطاوي والقائد مبارك ابن القائد أحمد بن خزيمة.

وفي يوم الثلاثاء خامس الشهر وصل جماعة من المدينة الشريفة وصحبتُهم الفقيه العالم أبو (٢) الفضل قاسم ابن الخطيب أبي الحسن علي بن محمد السبتي. الأندلسي المغربي (٣) نائب إمام المالكية كان، وهو ميّت من عسفان، فصلّى عليه ودُفِن بالمعلاة، رحمه الله تعالى. وخلفَ ولديْن ذكريْن صغيريْن وابنة كبيرة مزوّجة بمصري وجعل زوجَها وصيّهُ، أخلفهم الله فيه خيرا وعوّضه الجنّة.


(١) لم ترد في النص تهنئة الشيخ الزقاق.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) قاسم بن علي بن محمد السبتي الأندلسي المغربي. ترجمة البدر القرافي في توشيح الديباج، الترجمة رقم ١٦٧.