لعاصبها. فالله تعالى يعفو عنها ويرحمها وإيانا. وكانت بلغت من العمر نحو ثمانين سنة.
وفي ليلة الخميس رابع عشر الشهر كسف القمر عند أذان العشاء. وأخرت صلاة الفريضة وصلّى النافلة للكسوف الخطيب محيي الدين العراقي.
شهر رمضان المعظم قدره استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٩ م)
واشتد القحط فيه بمكة.
وفي صبح ثانيه قنَتَ إمام الشافعية الخيري أبو الخير محمد ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي، واختلف العامة في متابعته ومخالفته لعدم الفهم لذلك، واستمر القنوت نحو نصف شهر كما سيأتي.
وبيعت الربعية الحب المصرية بكبيرين وعثماني عنها ربع دينار ولا زال السعر يزيد لقلة الواصل من البحر حتى وصلتْ الكيلة المصرية لثلاثة كبار واللقيمية بأربعة والشعير بكبيرين والأرز بأربعة كبار والدخن والذرة لم يوجدا وعُدمت الحبوب من الأسواق حتى أكل كثير من الناس الفول وبلغت الكيلة بكبير وزيادة، ولولا وصول الحب من جهة الحجاز وكيله لزادت الأسعار عن ذلك مع كثرة اللحم والسمن والتمر. فسعر اللحم رطل وربع بكبير والسمن الرطل بكبيرين والتمر رطلان (١) بكبير. واستمر الحال كذلك حتى أغاثهم الله تعالى في نصف الشهر بحصول غيث بمكة وأعمالها وسالت السيول بها، ووصل الخبر لمكة بوصول جلاب من القصير والسويس مشحونة بالحب، فانحلت الأسعار في العشر الأخير من شهر رمضان حتى بيعت الكيلة المصرية بكبير وعثماني عنها نحو سدس دينار. فالله