للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعيان وغيرهم ودفنت داخل تربة جد زوجها في محل كان أعدّه أخوه الكبير قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة لنفسه فوقع بينهما كلام بسببه ثم تركه لها، رحمها الله تعالى.

وكانت شهدت لزوجها في مرضها بتمليك مخلّفها من أثاث البيت مع مهرها والاعتراف له بمبلغ ثلاثمائة دينار - ويقال خمسمائة - فتشوش أخوها من ذلك وخاصمه بسببه قبل موتها وكان قبل زواجها أشهد عليها أخوها بمبلغ لنفسه أنفقه عليها واعتاض بذلك مخلّفها من أبيها في الأملاك، فكان فعلها من جزاء عمَله.

وفي ليلة الإثنين سابع عشر الشهر ماتت سيّدة الكل ابنة الخواجا حافظ عبيد العجمي زوجة الخواجا علي راحات وأم ولده أبي بكر بعد توعكها مدة يسيرة، ووصيتها بدين نحو أربعمائة دينار. فجهّزت في ليلتها وصُلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة في تربة والدها.

وفي هذه الجمعة جاء جماعة من المدينة الشريفة وأخبروا أنها محاصرة من عِيرِ شيخ بني لام وأنه قطع نخيل البركة التي عند جبل أحد وهي للأشراف بني حسين وأنه طلب منهم مالا فجعلوا له بعض التمر والحب وغير ذلك كعادته معهم، فبلغ ذلك صاحب مكة السيد الشريف بركات بن محمد فأرسل سرية فيها ولده الشريف أبو نمي وبعض إخوانه وقريب مائة فرس وأضعافها من الرجل ووَرّى بتوجّههم إلى أهل الصفراء (١) في طريق المدينة الشريفة، فالله تعالى يؤيدهم وينصرهم.

وأشيع سفر الفرنج المخذولين من بلاد دهلك إلى جهة الهند وذلك لوجعهم ولرد هونهم بها وحصرهم فيها (٢). وأن المركب الشاهي الذي فيه اللاك صدقة


(١) الصفراء: في الطريق بين مكة والمدينة، وصفها الجزيري في الدرر الفرائد ص ٤٦٠.
(٢) كذا وردت الكلمة بالأصل.