ورافق السيد أحمد قاضيا مكة الشافعي الزيني باكثير وقاضي المالكية التاجي عبد الوهاب بن يعقوب فواجههما أمير الحاج وقاضي المحمل بعزلهما مع بقية رفقتهما بمكة بقاض رومي وصل من الأبواب الخنكارية مع الحاج الشامي. فأشيع ذلك في البلاد، وتشوّش بسماعه كثير من العباد، والمستعان بالله تعالى.
شهر ذي الحجة الحرام استهل ناقصًا بالجمعة من سنة ٩٤٣ هـ (١٥٣٧ م)
وأوقِدت الشموع والشّعَل في المسجد الحرام ودخل أمير الحاج الشامي فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وبات به إلى الصباح وتوجّه له على العادة كأبيه السيد أحمد ابن صاحب مكة السيد أبي نمي وعرض له بعسكر أبيه عرضة حسنة فخلع فيها عليه وعلى الشريف عجل بن عرار النموي كعادة ولد كل واحد منهما ونزلوا معه لمكة. ونزل وطاق الحاج في باب المعلاة ودخل الأمير إلى مدرسة الأشرف قايتباي الجاركسي ولم يخرج لملاقاته قاضي الشافعية كعادته لإخباره بعزله. وتحقق الناس خبر قاضي العسكر حينئذ وأكد ذلك عدم تفرقة المبرة الرومية في أول وصول الأمناء لانتظاره مع الحاج الشامي. وتضرر أربابها من تأخيرها، والمستعان بالله تعالى.
ووصل مع الركب المصري ثلاثة أنفس من أهل مكة هم صاحبنا الشيخ الأصيل شهاب الدين أحمد بن الجمال المصري وعديله المحيوي عبد القادر الحضرمي والجمالي محمد بن عمر الدلال وأخبروا أنهم كانوا في بلاد الروم وحضروا بها الفصل.