مؤلف سمّاه البشارة المبينة، أن الطاعون لا يدخل مكة والمدينة.
شهر محرم الحرام استهل كاملًا من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٧ م)
وأهل مكة يلتجئون إلى الله الفرد الصمد حول بيته الشريف، أن ينظر إليهم بلطفه المعظم المنيف، فيما حدث عندهم من الحوادث العظام، وأن يكفيهم شر المؤذين من الأنام، وأن يؤمنهم في أوطانهم، وينصر سلطانهم، بمقر أعينهم فإنه محاصر لصاحب جيزان من اليمن، وكبر في غيبته البلاء والمحن.
وفي أوله استقر سكن قاضي مكة الجديد مصلح الدين مصطفى بن إدريس الرومي في المدرسة العينية، وكانت تُعرف أولًا بالمجاهدية. وقاضي العسكر المفصول عبد الواسع المدعو واسع جلبي الرومي الحنفي المجاور بمكة عام تاريخه في المدرسة المظفر شاهيه الهندية كلاهما مجاوران للرواق اليماني من المسجد الحرام، وهرع الناس إلى القاضيين بالسلام، وكلاهما يصعب عليه من العرب الكلام.
واستناب القاضي مصطفى الرومي الحنفي نائبًا على مذهبه روميًا اسمه علاء الدين علي بن موسى وصار يكتب بخطه في السجلات "المولى بمكة خلافة"، وجلس في الدكة التي عند منارة باب السلام للأحكام. ومنع شهود العرب من كتابة الأوراق إلّا بإذنه، وأن لا يفعل الأوراق القديمة المثبوتة على قضاة العرب. وأن لا يعقد الأنكحة إلّا نائبه بإذنه أو الإمام الشافعي خير الدين أبو الخير محمد بن أبي السعادات الطبري بعد الكتابة إليه مع ختمه وأخذ مصلحته. وجعل على البكر عشرين كبيرًا عن أشرفيين والثيب عشرا كبارا (١) نصفها، وتضرر غالب الناس منها لفقرهم وعدم الفهم.
وشرط على نائبه الثاني الحنبلي - وهو أول من استنابه بمكة - النجمي محمد