للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدة وهي بدوية مولدة وأرسل بها لقاضي القضاة الشافعي المحبّي بن ظهيرة فسألها عن قتلهما فاعترفت به، فأمر بحبسها حتى يحضر والد الولدين المقتولين، واستمرت فيه إلى يوم الأربعاء سادس عشر، فحضر والد المقتولين وتوجّه للقاضي الشافعي فأرسل [في] (١) طلبها، وحضر جماعة من علماء الشافعية كالشيخ شهاب الدين النشيلي والشيخ شهاب الدين الزبيدي والشيخ محمد باكثير، وسألها القاضي بحضرتهم فاعترفت بقتل الولد والبنت خنقا ثم تغريقا في عين حدة، فقال القاضي لأبيهما: أمرها إليك في القتل أو العفو، فأمر بخنقها ثم تغريقها كما فعلت في أولاده، ففُعل بها ذلك يوم تاريخه وغُرّقت في بركة الماجن أسفل مكّة، فاللَّه تعالى يلطف ويقدر خيرا.

وفي ظهر يوم الجمعة سادس الشهر صلّى الخطيب وجيه الدين النويري العقيلي على سلطان الهند مظفر شاه صلاة الغائب بعد نداء الرئيس له فوق ظلة زمزم بألقاب (٢) كثيرة، وسامحه.

[شهر جماد الثاني استهل ناقصا بالإثنين من سنة ٩٣٣ هـ (١٥٢٧ م)]

شهر رجب الفرد استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٣٣ هـ (١٥٢٧ م)

في العشر الأول من الشهر وصل لمكة الآغا قجماس بن عبد الله الجاركسي مملوك مدبّر المملكة المصرية الأمير جانم الحمزاوي وأخبر بوصول مركبين مسماريين بجدة فيهما حب من سيّده صدقة له لأهل مكّة مع بيع الباقي على أهلها لما بلغه وجود الغلاء بمكة وجدة، بحيث بيع الإردب بثمانية أشرفية بمكة وبجدة بستة ونصف، وابتهج الناس بذلك.


(١) كلمة سقطت من الأصل تتطلبها الجملة.
(٢) بالأصل: بالقاه.