للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسعى وتوجّه لمنزله ووصل رفقته جميع أهله وأقاربه الذين توجّهوا معه للزيارة الشريفة، وهنّأهم الناس في صباحها.

وعمل صهره أخو (١) زوجته القاضي برهان الدين إبراهيم ابن أقضى القضاة الشهابي أحمد ابن قاضي القضاة البرهاني القرشي معمولًا وطيبًا وبخورًا لمن قصده للسلام عليه. ولم يسبقه أحد لذلك في زمانه. وسمعتُ أن عمل الناس قديمًا عليه في تهنئة الزيارة.

وعملتْ السيدة سعادة عمة قاضي القضاة الشافعي له سفْرة لطيفة حضرها القضاة وبعض الفقهاء وأهل البيت يوم وصوله. وعمل ذلك غيره في منزله.

وفي صبح يوم الجمعة ثاني عشريْ الشهر وصل لمكة عيال القاضي محيي الدين عبد القادر بن رقيط الناظر بجدة وأحد المباشرين فيها لنفاس زوجة ولده الأكبر في الفريش قرب (٢) المدينة. وانتظرهم القاضي الشافعي في الطريق يومين فلم يلحقوهم لتأخرهم لأجل النفساء، وهم شيخ الدلالين جعفر الرومي وغيره (٣). وكان لدخولهم رؤية من الحجون وباب المعلاة ابتهج الناس بها، وتوجّه الناس للسلام عليهم. تقبل الله ذلك منهم بمنه وكرمه، آمين.

شهر جماد الأول استهل ناقصًا بالسبت ولم يره أحد من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)

بل شهد العفيف به عبد الله بن ناصر الواسطي وولده الجمالي عند قاضي القضاة الشافعي في صلاة العشاء، وأمر التاجي بإخراج الشمع الجديد إلى المطاف في


(١) بالأصل: أخي.
(٢) كلمة تكررت بالأصل.
(٣) كلمة تكررت بالأصل.