على زوجِها - كالعادة - وعُمِل سماط بعد ذلك هائل في الفازة فيه الألوان المفتخرة، من ذلك المأمونيتان الحموي والسكب وهريسة الفستق والرغيف الأسيوطي والجرجانية والأرزيْن الحلوي والمفلفل، وحضر فيه القاضيان الشافعي والمالكي وجماعة من الفقهاء والتجار وغيرهم، وكان القاضيان الحنفي والحنبلي توجّها إلى جدة لقبض اللّاك الواصل من الهند لهما ولغيرهما، وكنتُ صحْبَتهما، فالله تعالى يجعل العاقبة إلى خير.
[شهر جماد الأول جعله الله مباركا من سنة ٩٢٤ هـ (١٥١٨ م).]
استهلّ كاملا في ليلة الأربعاء.
دخل على زوجته النوري علي ابن الخواجا محمد سلطان في بيت جدّها مسكن خالتها القائمة في مهمّتها السيدة الجليلة سارة ابنة الخواجا محمد قاوان. وفي صباح تاريخها جاء الناس لتهنئته. وأقام عندها سبعة أيام على قاعدة الأبكار، جعل الله ذلك مباركا ميمونا، ورزقهما الثبات والنِّيات، والبنين قبل البنات.
وفي ليلة الثلاثاء سابع الشهر كان سابع ابن الخواجا محمد سلطان فنصّتْ عليه زوجتُه في الفازة، ثم بعد هجعة من الليل نقلها إلى منزله بالسويقة ومدّ للنسوة حلوى كثيرة وفرّق على جماعة آخرين. وفي صباح تاريخه زفّ حضرة السابع مِن دار الخيزران إلى منزله بالمغاني والمطربين، ولم يُسْبق لفعل ذلك.
وفي ليلة الأربعاء ثاني تاريخه عقد الشيخ الأوحد المبارك الأصيل برهان الدين إبراهيم ابن الشيخ فخر الدين أبي بكر بن إبراهيم العراقي الأصل المكي الناظر على البيمارستان بها، على طليقته المرأة الكامل المصونة ربيعة ابنة قاضي القضاة شرف الدين أبي القاسم بن الضياء العمري الحنفي عند أقضى القضاة محيي الدين عبد القادر ابن قاضي القضاة المالكي الجلالي أبي السعادات الأنصاري على خمسين