للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في تفرقة المبرة الحب الواصلة من القاهرة لجهة الوزير الأعظم إبراهيم باشا على العادة وهو عن سنتين، وغرق بعضه في المسماري، وعدة كيله ..... (١) وتصدى لكتابة أهل البلد من الخاص والعام على عادته الشيخ ولي أبو زرعة المنوفي وضبط ذلك من مدة نصف شهر. وسمعتُ أنهم زادوا على العادة بأربعة آلاف نفس وجملتهم عشرون [ألف] (٢) نفس، فلكل نفس من العامة ربع مُد ومن الفقهاء ربع وشطر. ودخل وبُدئ بالعام من جهة باب السلام ودخل الفقهاء في أثنائهم واستمروا على ذلك إلى نصف شهر جماد الآتي، وهو:

[جماد الثاني ٩٣٥ هـ (١٥٢٩ م)]

وأوله كاملا خامسا (٣). وأشيع أنّ جماعة رأوه بالأربعاء منهم عبد الله الواسطي وعياله ولم يؤدوا عند القضاة فلم يثبتْ ذلك وأرخ بالخميس، جعله الله شهرا مباركا ميمونا.

وفي نصف ليلة السبت ثالث الشهر جاء الخبر لمكة بوفاة الشريف ثقبة ابن السيد بركات بن محمد الحسني [أخي] (٤) صاحب مكّة أبي نمي وشريكه في البلاد. وضج النساء بالبكاء عليه حتى وصل ضحى تاريخه وهو محمول في شقدف، فجهّزه أخوه من منزله دار السعادة وحضره خلق من الأعيان وغيرهم وصلّى عليه قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة عند باب الكعبة بعد النداء عليه فوق ظلة زمزم، وشيّع إلى المعلاة ومعه أخوه وأعمامه مشاة ودفن بقبة أبيه على يمين الداخل


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) كلمة أضفناها ليستقيم المعنى.
(٣) كذا بالأصل. وقد بدأ الشهر بالخميس كما سيتبين بعد.
(٤) إضافة يقتضيها المعنى.