للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أثناء هذه الأيام قلّ الواصل من جدة وغيرها وغلت (١) الأسعار في الحبوب بحيث بيعت الربعية المصرية بثلاثة محلقة كبار عن سبعة صغار ونصف واليمانية بزيادة نصف والذرة بستة ونصف ولا يظهر في السوق إلّا القليل أول النهار وصاروا يكيلون الفول (٢) كل ربعية بخمسة محلقة صغار عن كبيرين، وعدم السمن من الأسواق وبيع خفية كلّ رطل مصري بخمسة عشر محلقا وكل رطل سمن بثمانية عشر محلقا صغيرًا وأزيد من ذلك. وقاسى الناس شدة وذلك لخوف الطريق من العرب.

ثم إن الشريف أبا نمي أرسل أخاه الشريف ثقبة مع جماعة من عسكره إلى طريق جدة بخيول عدة فقبض على بعض العرب وقتل بعضهم ونادى بالأمان والاطمئنان، فعادت بعض القوافل من جدة وقلوبهم مرتجة على غير الطريق المعتاد، ثم عادوا منها بعد طمأنينة العباد، فالله تعالى يديم ذلك على المسلمين، ويؤمّن جيران بلد الله الأمين، بجاه سيد المرسلين .

شهر ذي القعدة الحرام استهل كاملًا بالسبت وهو ثالث شهر كامل من سنة ٩٣٢ هـ (١٥٢٦ م)

[٨٧ ب] ويقال إنّ الوادي وغيرها من البلدان رأوا الهلال بالجمعة، لكن أهل مكّة المشرفة أرّخوا برؤيتهم.

وفي أول الشهر حصل الأمن في طريق جدة والأودية وسلكتها (٣) القوافل وجُلبت الأقوات إلى مكّة. وسافرت المراكب الهندية في يوم الأحد ثاني الشهر


(١) بالأصل: غليت.
(٢) بالأصل: يأكلون الفول.
(٣) بالأصل: وسلوكها القوافل.