ليس بالإمكان، في هذه المقدمة التعريفية، أن أتتبع كل ما حواه الكتاب من معلومات، وأتناول كل جوانب منهجيته وفوائده التاريخية والحضارية. وإنما أكتفي فيها ببعض العَيّنات التي تفتح آفاق البحث وتشير إلى الإمكانيات المتاحة في مجالات النظر لتكون أمثلة يمكن أن تُحْتَذى ومسالك يمكن أن تُتّبع.
لقد حرص جار الله بن فهد على أن يقدم للقراء صورة واضحة لكل ما حدث في مكة من حوادث سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، يرويها بكثير من العناية والتفصيل والدقة.
[أ) الحوادث السياسية]
- يذكر بتفصيل أخبار الأشراف ومواقفهم وسياساتهم وما يقع في قصورهم وإداراتهم، وما يُحدِثه موظفوهم وأتباعهم.
- يقدم صورة واضحة عن المرحلة الانتقالية التي عاشتها مكة في أوائل تلك الفترة، وهي بداية ظهور الأثر العثماني في المجتمع المكي، لانتقال السلطة العليا على مكة من المماليك إلى العثمانيين، مع بيان جوانب من سياسة العثمانيين مع أهل مكة من إيجابية وسلبية وردود الفعل عليها.
- أخبار أمراء الحج وعلاقاتهم بالأشراف والمجتمع المكي.
- علاقة مكة ببقية الولايات العثمانية وخاصة مصر.
- علاقة مكة بالسلطات اليمنية وملوك الهند.
- أخبار المكيين المقيمين بمصر من العلماء والسياسيين والتجار.
- المراسلات التي تدور بين الأشراف والدولة العثمانية وولاتها بمصر وغيرهم.
- الأخبار التي يصل بها القاصدون من مختلف البلاد وخاصة الشام ومصر.
ب) الحوادث الاقتصادية: وقد اعتنى بها المؤلف اعتناء كبيرا: