للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر شوال المبارك استهل كاملًا بالأحد من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)

في أوله عيّد الناس وصلّى بهم وخطب الخطيب الأصيل وجيه الدين عبد الرحمن ابن الخطيب فخر الدين العقيلي النويري، وأدى الخطبة المعتادة تأدية حسنة من غير توقف بالنسبة لعادته، ولله الحمد.

وفي يوم الخميس خامس الشهر وصل لمكة صاحبها السيد الشريف أبو (١) نمي الحسني وتوجّه الأعيان للسلام عليه. واهتم في جهاز عسكره لينبع وعين أربعين فرسًا وأربعين مملوكًا، صرف لكل واحد عشرين أشرفيًا في الشهر وأربعين روميًا بالبندق لكل واحد اثني عشر أشرفيًا، وقيل دونها، وجماعة من بني حسن لكل واحد تسعة أشرفية ومقدمهم الشريف عرار بن عجل النموي الحسني. ورحلوا في يوم تاريخه والذي يليه بعضهم من مكة والباقي من فريق صاحبها بالبحرة - قريب جدة - ثم إن السيد أبا نمي صلّى الجمعة وعاد لفريقه. فالله تعالى ينصره ويؤيد عسكره بجاه جده المصطفى.

وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر الشهر شرع القضاة الأربعة وغيرهم من الكتبة والمشدين الأروام في تفرقة حب الصدقة الخنكارية على أهل مكة المشرفة بعد مشاورة ملك التجار السيد علاء الدين الحسني واليازجي محمود الرومي النائب بجدة وهما بها.

وكان الحب وصل من أول السنة وتوقفوا في تفرقته لكلام بعض العوانية (٢) بالروم على أنه يفرق على الأغنياء والمتسببين، فجاء مرسوم بمنعهم، وغالب أهل البلد من العامة حاله مستور ويتعانى البيع والشراء في الأسواق. فقال القضاة: نحن لا


(١) بالأصل: أبي.
(٢) العوانية: هم نَقَلة الأخبار، المخبرون. انظر ابن إياس: بدائع الزهور ٣: ٢٣٩؛ ٤: ١٨٥.