بحرًا وأخبروا بوفاة أخي الزوجة القاضي بدر الدين بن ظهيرة مطعونًا، في يوم الأحد ثامن عشر ربيع الأول عام تاريخه فبلغ أهله ذلك فصاروا يكتمونه لأجل دخول أخته في الليلة المعينة وبعض أقاربها ينكرون ذلك ويظهرون موت أخيها، فلما كثرت الإشاعات نعوه في مغرب ليلة السبت المذكورة وتركوا الدخول، فكان ذلك تنغيصًا على الزوجين بقدْرة الله تعالى.
[شهر ذي الحجة الحرام أوله الخميس من سنة ٩٣٠ هـ (١٥٢٤ م)]
وكانت الوقفة بالجمعة وأمير الحاج جانم الحمزاوي، ووصل الشيخ عبد الحق السنباطي وأولاده وعيالهم، وحصل الغلو في الأقوات والماء بحيث بيعت الراوية الماء بدينار وربع، وأمطرت السماء بعرفة فحصلت البركة، ببركة ذلك الشريف المعظَّم المنيف.
[شهر ربيع الأول أوله الجمعة من سنة ٩٣١ هـ (١٥٢٥ م)]
واتفق في يوم السبت سادس عشريْ ربيع الأول حصول مطر نافع بمكة المشرفة، وتوالى بها وبأعمالها مدة ثلاثة أيام بلياليها بحيث يمطر ساعة ويسكت أخرى، إلى أن كان في ليلة الإثنين ثامن عشريْ الشهر قوي في آخر الليل ونزل بَرَد كثير وسالت الأسطحة من ميازيبها في الأزقة وجاء سيل وادي إبراهيم عند طلوع [الشمس](١) ودخل المسجد الحرام من جميع أبوابه الثمانية بل توجّه إلى المسعى، ودخل من باب بني شيبة المعروف بباب السلام مع الأبواب الموالية له الشرقية وملأ الحرم حتى وصل قناديل المطاف وعلا عتبة الكعبة الشريفة مقدار ذراع أو أقل شبرا ودخلها من خلال الباب، ومَلأ غالب القناديل التي بالمطاف وعامَ منابر الوعاظ