للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر جماد الثاني استهل ناقصًا بالأربعاء من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢١ م)

وفي مغربها هرع غالب الفقهاء للسلام على قاضي القضاة الشافعي الجديد المحبي بن ظهيرة في مصلى سلّفه خلف مقام الحنفي، ومشوا معه إلى باب السويقة وسلموا عليه وعادوا كعادة، أسلافه، وكان عمّه تركها مدة سنين لوجعه، فالله تعالى يجعله شهرا مباركا على جميع المسلمين ويديم النفع بقاضيها على مرّ السنين.

وفي عشاء ليلة تاريخه مات الشيخ الصالح المعتقد زين الدين عبد الكبير الأنصاري الحضرمي الأصل المكي بعد وجعه عشرين يومًا بالزيادة واستقلاله (١) في أثناء ذلك، فجُهّز في ليلته وصلّى عليه القاضي الشافعي بعد صلاة الصبح وشيّعه خلق من الأعيان وغيرهم، وحُملِت جنازته على الرؤوس ودفن في تربة جده ووالده في قبر استجده وعمارة محل أوصله بتربة جده ومنزل .... (٢) كان مهتمًا (٣) به قبل وجعه وزواج ابنه، فتمّ له ذلك قبل توعّكه وكان يقول: كان في خاطري زواج الولد عمر وعمارة التربة على الصفة التي فعلتُها، فحقق الله له ذلك ببركته وبركة سلفه، وعدّ ذلك بعض الناس كشفا له بموته عقب فعل ذلك بسرعة خصوصا وقد اهتم بفعل ذلك مدة يسيرة. فحزن الناس عليه كثيرا وذكروه بالخيرات والصلة والمبرات وكان عمره سبعًا وخمسين سنة، وخلّف ولدين كبيرين هما الجمالي محمد والسراجي عمر وبنتين مزوجتين وأمّهم، فالله تعالى يعظم لهم الأجر ويرحمه والمسلمين وينفع به وبسلَفِه.

وفي ليلة السبت رابع الشهر أشيع بمكة وصول مركب من كنباية للخواجا السقطي المنقطع بها وفيه ولده فتباشر الناس به لنزول الأسعار في القماش.


(١) كذا بالأصل.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) بالأصل منها.