للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر محرم الحرام استهل ناقصًا بالجمعة من سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٥ م)

بشهادة الشيخ العدل الولوي أبي زرعة أحمد بن علي المنوفي الشافعي وغيره، وثبت عند قاضي القضاة المالكي التاجي عبد الوهاب بن يعقوب ولم يوافق الشافعي الجديد قاضي القضاة الزيني عبد اللطيف باكثير على ثبوته وخالف في تاريخه لِحض نفسه مع الشاهد، ووافقه على ذلك حجاب الكعبة الشريفة من بني شيبة في فتحها يوم السبت، ومنع فتح البيمارستان بمكة للفقراء في يوم عاشوراء، وفتح الكعبة في ثاني، تاريخه وحصل الألم في منعه.

ثم توجّه القاضي الشافعي الجديد لجدة في ليلة الأربعاء ثالث عشر الشهر على الرؤية الأولى وتخاصم مع زوجته ابنة الشيخ أبي القاسم الشيبي لأجل جارية حبشية اشتراها وطلبت تمليكها لها، فلم يوافقها على ذلك فامتنعت من السفر معه فسافر عنها وتركها وأخذ أجوارها (١) الذين مِلْكها، وعُدّ ذلك من طيشه. ولم يوادعه أحد من الأعيان بل جماعته عند وداعه بعد العشاء.

وكان استناب أخاه الأول الخطيب الجديد الشيخ جمال الدين في الحكم بمكة وأخاه الثاني الشيخ وجيه الدين عبد الرحمن بجدة وتوجّه لها قبل أول الشهر. وباشر كل منهما الأحكام بمكة وجدة وصار لهما حركة وكثرت القالات خصوصًا عن تفرقة قاضيهم الكبير قبل سفره لزوائد الحكمي والمستجد على … (٢) المعرضين مع تأخير أصله يبقى من أيام الموسم (٣). وجعل لكل قاض ستين كبيرًا ولغائب الأعيان من الفقهاء سلطانيًا بأربعين كبيرًا، وبعضهم دونها، وأرسل لي بسلطاني.


(١) هو استعمال مكي للدلالة على الجواري. انظر الهامش الثالث الذي وضعه محقق الجزء الرابع من كتاب إتحاف الورى للنجم بن فهد ٤: ٥٠٥.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.