للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورفْقته قاضيا القضاة المفصولان (١) البرهاني بن ظهيرة والمالكي التاجي بن يعقوب ووزير صاحب الهند آصف خان وجماعة من الأشراف وقواد أبيه وغيرهم من عسكره. ونزل بحموله في الزاهر وبات به ثم تبعه القاضيان الشافعي والمالكي (٢) إلى مكة بعض جمال ونفقة.

ويقال: إن أباه أسند أمره إلى القاضي تاج الدين المالكي وصهره الشريف عرار بن عجل النموي. وإن القاضي الشافعي برهان الدين بن ظهيرة أشار عليه الشريف أبو نمي بعدم سفره لكون خصمه القاضي عبد اللطيف بن أبي كثير تقدم للسفر قبله إلى جهة الروم، خوفًا من وقوع الخصام بينهما في وظيفة قضاء الشافعية. فذكر له أنه لم يطلب الوظيفة وإنما قصده مرتبٌ في الجوالي وغيره لأجل المساعدة في إقامة أوده لكثرة ديونه وقلة محصوله. فالله تعالى يقابله بكل خير ويوجه وجهه وجميع رفقته ويردّهم إلى حرمه، بمِنّه وكرمه.

ثم إن القاضيين حملا حمولهما في عصر يوم الأحد تاسع عشريْ (٣) الشهر وتوجّها إلى الوادي في ليلة تاريخه، وتأخر المالكي حتى اجتمع به السيد أبو نمي في منزله لوداعه وعُد ذلك من اعتنائه. ثم رحل الجميع من وادي مر في سلخ الشهر مصحوبين بالسلامة، والأمن والكرامة.

شهر محرم الحرام عاشوراء استهل كاملًا بالثلاثاء من سنة ٩٤٦ هـ (١٥٣٩ م)

فكانت الأسعار فيه غالية إلّا القمح فنزل سعره قليلًا بحيث بيعت الكيلة


(١) بالأصل: المفصولين.
(٢) وردت الكلمات الخمس الأخيرة بخط مغاير لخط الناسخ والخط قطب الدين النهروالي، وبعدها بياض مقدار كلمة، فاضطرب لأجل ذلك المعنى.
(٣) بالأصل: تاسع عشر، وهو خطأ أصلحناه بناء على ما ورد في الفقرتين السابقتين.