للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام بوادي الدكناء .... (١) وكان قاضي الشافعية المفصول البرهاني بن ظهيرة مقيما بوادي أرض خالد بعياله وعزم على جماعة من أصحابه وعمل للشريف صاحب مكة ضيافة حسنة كعادته. ثم إن القاضي المتولي الزيني عبد اللطيف باكثير أرسل قاصدًا من جدة للشريف يستأذنه في القدوم عليه للسلام عليه فلم يلتفت لقاصده وأقام في الوادي أيامًا ثم إنه اجتمع به وقال له ما يحتاج لمجيئه، واعتذر له بعدم الكتابة لوجع عينيه، وأن القائد المغربي يكتب جوابه. فلما بلغه ذلك قدم إليه آخر شهر تاريخه فلم يأذن له في الدخول عليه حتى وصل له القاضي المفصول البرهاني بن ظهيرة ودخل عليه قبله إظهارا لإكرامه على المتولي. [وأشيع أكله لمال الخواجا محمد جان هو وأخوه وجماعته] (٢).

شهر ربيع الأول استهل ناقصًا بالأحد، جعله الله مباركا ببركة من ولد فيه سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٥ م)

وفي ثانيه وصل لمكة قاضي الشافعية الجديد الزيني عبد اللطيف (٣) باكثير وهرع الناس للسلام عليه وكثرت القالات في أمر الصدقة البخشية وصرفها. ثم إن القاضي الشافعي المفصول استفتى على المتولي بأنه عين له صاحبها من الهند خمسمائة أشرفي وقبضها في جملة المال لنظره عليها وهو متولّ ووضعها في حواصلها. فأفتاه جماعة من الشافعية وغيرهم من علماء الوقت باستحقاقه لها وأرسل صاحب مكة بعض خدامه لمطالبة القاضي الجديد بردّها له فردها عليه راغمًا. ويقال إنه أخذ لنفسه مثلها وقسم على القضاة الثلاثة من الحنفي والمالكي والحنبلي الواصل من الروم بحرًا.

وأمر بإبطال ما شرع فيه أخوه نائبه من عمل المفرعات وتنظيف طريق المولد


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) بالأصل: عبد المعطي. وهو خطأ صوبناه اعتمادًا على ورود اسمه عبد اللطيف مرات كثيرة في النص.