وثانيهما من القائد جوهر المغربي. ودار البلد بذلك فصار ضحكة للناس فإنه كان يلبس مرقّعة تحته ويكشف رأسه فأثار فِتنًا كثيرة بالتعلق على الناس وأظهر عجائب بالغوا .... (١) على الفقراء أهل الأربطة والأوقاف والسُبل. وحصل الضرر بذلك فدعوا عليه وسبّوه وهو لا يلتفت، وعنده أن فعله كريم. فلا قوة إلا بالله.
شهر شعبان المكرم استهل ناقصًا بالخميس من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)
وفي أول يوم منه ظهرت العجائب وشاهدنا الغرائب بإظهار درويش محمود بالنداء في الشوارع والأسواق بمكة حسبما أمر به الخنكار والشريف أبي نمي ودرويش محمود بحضور مشائخ الأربطة وكتابة أهلها السكان بها بعد صلاة العصر بالمدرسة الأشرفية ليتحرر المتكرر منهم في تقرير الخلاوي من الأربطة المتفرقة. وتحدث الناس والغرباء بإخراجها عن أهلها لهم. فأنكر المستحقون ذلك وامتنع المشائخ من الحضور له، فتوجّه للشريف عرار بن عجل وأخبره بامتناعهم، فقال له: أنا لا أتعرض للفقراء وأخشى من دعائهم، وإن كان بيدك وجه شرعي اطلبهم إلى قضاة الشرع. فتوجّه لقاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة فذكر له ذلك وأراه مرسومه وليس له ذكر فيه بالتكلم على الأوقاف وغيرها، بل هو مكتوب لصاحب مكة ونائب جدة داود المتوفى. فتعجب القاضي والخلق من جرأته والافتيات بالنداء من غير تصريح له بذلك من ولاة الأمور، فصار يقول: الشريف أقامني في ذلك، فسكت الناس عنه ولم يأمره القاضي بشيء فصار ملازمًا له في كل وقت يراه في المسجد أو في مجلس حكمه.
وتعلق على بعض الأوقاف منها أوقاف الجمالي ناظر الخاص في باب حزورة ومنع المتكلم عليها بطريق النيابة عن المستأجر لها قاضي القضاة الكمالي التادفي
(١) كذا وردت الجملة غير مستقيمة بالأصل، والكلمة الأخيرة غير مقروءة.