للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وألهم جماعته الشفقة على المستحقين ليحصل لهم الثواب والعود إلى أوطانهم سالمين، بمحمد وآله آمين.

[شهر ربيع الثاني استهل بالإثنين من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٨ م)]

وفي يوم الثلاثاء ثاني تاريخه مات الشيخ العلامة المفيد بدر الدين محمد بن علي الجُناجي (١) المالكي نزيل مكّة المشرفة وجهّز في يومه وصلّي عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى. وخلف ذكرين وبنتا وتقرر ولداه في وظائفه. وكان منقطعا في منزله بوجع رجله نحو عشر سنين وأزيد.

وفي ضحى يوم السبت ثالث عشر الشهر ماتت الحاجة سعيدة الزنجية وهي التي ربتني وإخواني وعمرها نحو المائة. وسبب وفاتها أنها عجزت عن الحركة لكبرها وضعف نظرها فطلعت إلى السطح بغدائها فوقعت من نحو قامة وسقط عليها حجر كبير كسر مخّها فطلعت روحها من وقتها. فجهّزتُها من يوم تاريخه وصلّي عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند تربة سلفنا بفم شعب النور، وشيّعها جماعة من الأعيان وغيرهم، رحمها الله تعالى.

وفي ليلة الأربعاء سابع عشر الشهر دخل بزوجته الزيني بركات ابن الشيخ محمد الحطاب المالكي شقيق أحمد الماضي زواجه في صفر على رقية ابنة الشيخ علاء الدين النهروالي الحنفي، وهي ثانية الأبكار الصغار، ومولدها في عام ثلاث وعشرين وتسعمائة (٩٢٣ هـ / ١٥١٧ م) ومولد زوجها في سادس جماد الثاني سنة ثمان وتسعمائة (٩٠٨ هـ / ١٥٠٢ م) وهو أكبر منها بخمس عشرة سنة، وراجع من زوجة قبلها ماتت معه. وعمل لهما وليمة في بيت والد الزوجة بالسويقة، حضرها جماعة


(١) ورد الإسم بالأصل "الجنابي" غير معجم. وهو خطأ من الناسخ فقد ترجم العيدروسي في النور المسافر ص ١٩٩ هذا العالم وضبط اسمه قائلا: "محمد بن علي بن أحمد بن سالم الجُناجي - بجيمين، الأولى مضمومة بينهما نون خفيفة، نسبة لجُناج: قرية بين البحراوية وسنهور من الغربية".