للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولاقاه صاحب مكة السيد أبو نمي الحسني بعسكره وأمير الحاج المصري ونائب جدة فخلع على الشريف خلعة على عادته وأوصله إلى محطته بالأبطح. وعاد الشريف إلى منزله بمكة وفارقه أمير المصري من المعلاة.

وكانت الوقفة المباركة بالخميس (١).

شهر رمضان المعظم استهل كاملًا بالأحد من سنة ٩٣٨ هـ (١٥٣٢ م)

في أوله كان بمكة صاحبها السيد أبو نمي الحسني، وصلها في آخر الشهر قبله على نية التوجّه لجهة الشرق يقاتل جماعة من العرب ممن عصى عليه، فنزل فريقه بالمنحنى عند بستان جان بك، وكان عمه الشريف سيسد بن محمد مريضا (٢) فتربّص لأجله نحو جمعة حتى غلب عليه ومات في ليلة الأربعاء رابع الشهر، فجهّز في وقته وصلّي عليه ضحى تاريخه وشيّعه جماعة من الأشراف وأرباب الوظائف وغيرهم، ودفن بقبة أبيه على أخيه السيد هزّاع.

وخلّف أولادًا صغارًا ذكرين وبنتين من أمهات شتى وعُملت له ربعة بالمسجد والمعلاة وخُتم له في يوم الجمعة ثالث تاريخه.

ثم بعد صلاة الجمعة توجّه السيد أبو نمي بفريقه إلى جهة اليمن ونأى عن جهة الشرق لمراسلة العرب له في الصلح ونزل بوادي الآبار.

وكانت بقدومه الأسعار رخية في الحب والسمن واللحم وغير ذلك مع كثرة الخضر والماء.

وفي ضحى يوم الثلاثاء عاشر الشهر مات القاضي الأصيل خير الدين أبو الخير ابن الشيخ العلامة الصوفي محيي الدين عبد القادر بن عمر بن أبي السعود بن ظهيرة


(١) إلى هنا وقفت الأخبار التي خصصها المؤلف لشهر ذي الحجة سنة ٩٣٦ هـ. وينتقل بعد ذلك مباشرة إلى أخبار شهر رمضان سنة ٩٣٨ هـ. وبهامش الورقة: بخط الناسخ ما نصه "هنا نقص من أصل المصنّف".
(٢) بالأصل: مريض.