للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نحْبَه بعد جمعة كما يلي ذلك في الشهر بعده.

[شهر صفر الخير استهل كاملا بالأربعاء ويقال رؤي في البرية بالثلاثاء من سنة ٩٣٣ هـ (١٥٢٦ م)]

وفي ثالث الشهر يوم الجمعة خطب المحيوي العراقي خطبة عرّض بعدم الطيرة في هذا الشهر. وكان عرضها على سيدي الشيخ محمد بن عراق وهو مريض فتشاءم بها ومقته الناس في عرضها وذلك لسوء طويته، وعدم الموقع لموعظته، [لمحبّته التعاظم وعدم تلبّس سلفه للأبهة] (١).

واتفق أنّ سيدي الشيخ محمد بن عراق اشتد به المرض بعدها ومات في عصر يوم الأحد ثالث تاريخه. وعُدّ ذلك من شؤمة الخطيب على المسلمين، وظهور ثلمة في الدين.

وكان وجعه برياح القولنج والحمى الشديدة (٢) التي كانت تمنع غيره من مباشرة أمور عديدة (٣) وهو مع وجودها شاهدتُه صلّى الظهر جماعة في محله أمس يوم وفاته وهو متفكّر فقرأ في الأوليين بالفاتحة والسماء والطارق والسماء ذات البروج حرصا على السُنة (٤) في فعل ذلك لما رواه الترمذي في جامعه أن النبي كان يقرؤهما في الظهر والعصر (٥)، ويلازم الصلوات الخمس في وقتها مع سننها وذكر أوراده وتلاوة القرآن فيها ويباشر الفرض قائمًا والسنن قاعدا ما عدا ظهر يوم


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: الشديد.
(٣) بالأصل: عديد.
(٤) يُلاحَظ أن ابن عراق صلّى الظهر وهي ليست صلاة جهر حتى يتعرّف المؤلف على السُوّر التي قرأ بها المصلّي.
(٥) الترمذي: الجامع الصحيح ٢: ١١٠ (تحقيق أحمد محمد شاكر).