للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثيرا من الناس مع إنصافهم، وامتنع القضاة من القبض فإنهم قالوا: على كل ألف عادتهم عشرون أشرفية، فقال لهم المفرّق: هذه وصية ويجب فيها التساوي، وما رأيتُ أحدا راضيا، ورضى الناس غاية لا تُدرَك، مع أنه أنصف كثيرًا من الناس في البدأة وغيرها.

[شهر شعبان استهل كاملا في ليلة الثلاثاء بمكة المشرفة من سنة ٩٢٦ هـ (١٥٢٠ م)]

ورآه أهل المدينة الشريفة وبندر جدة والأودية التي حوالي مكة بالإثنين، فعلى الرؤية الأولى في ثاني الشهر وصل الشريف أبو نمي ابن السيد بركات صاحب مكة إلى والده بوادي الدكناء، أحد أودية وادي مَر، ومعه مماليك والده وهم ظافرون بالصلح على الذين توجّهوا إليهم من أهل ينبع ووادي الصفراء وأعمالها بعد أخذ أموال وأغنام وجمال منهم وقطع بعض نخيل أهل الصفراء.

وفي صبح يوم الجمعة رابع الشهر دخل إلى مكة أتراك الشريف بعرضة لطيفة من المعلاة فيها الطبل والزمر وأقاموا بها فغلا الماء حتى بلغت القربة الحلو إلى محلق ونصف والراوية بمحلقين وعُدم اللحم، فالله تعالى يُرخّص أسعار المسلمين.

وفي ضحى يوم السبت ثاني تاريخه مات الخواجا الأصيل فخر الدين أبو بكر بن .... (١) الناصري الدمشقي نزيل مكة المشرفة بعد توعكه مدة طويلة، وخلف بنتًا وزوجة ويقال ابن أخ صغير غائب، فجهّز في يومه وصُليّ عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وعفا عنه، فإنه كان خفيف الروح مع عدم التصرف والضبط حتى ضعف حاله وتقرر بعده في التكلم على رباط والده بباب العمرة والدار التي بجانبها قاضي القضاة الحنفي بديع الزمان بن الضياء من


(١) بياض بمقدار ثلاث كلمات بالأصل.