وترك المقتول ولدًا صغيرًا وجارية موطوءة له. ويقال إنه مع جماعة من الشيعة لم يفطروا مع أهل السنة يوم العيد بل أفطروا في ثاني يوم وصلّي بهم صلاة العيد بالمعلاة.
شهر ذي القعدة الحرام استهل كاملًا بالسبت من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٩ م)
بعد أن طلع قاضي الحنفية مصلح الدين الرومي وجماعة ممن يلوذ به لجبل أبي قبيس لرؤية الهلال في الليلة قبله فلم يظهر. وظهرت فيه حوادث وظهر لنا التألم فيها. فالله تعالى يستر الحال ويكفينا جميع المآل.
منها أنّ في ضحى يوم السبت ثامن الشهر توفيت ابنتي وهي مراهقة سيدة سداسية السن لها فطنة ونجابة بعد وجعها بالجدري نحو ثلاث جُمَع وهو كبير عليها بحيث تورّم جسدها. وتألمنا لها فجهّزتها في يومها وصلّيتُ عليها بعد صلاة عصر تاريخه عند باب الكعبة، وشيّعها جماعة من الأعيان وغيرهم ودفنتها بتربة سلفنا على جدتي لوالدتي وبعض إخواننا، وحزنتُ عليها مع أمها وجميع من يعرفها فالله يجبر مصائبنا فيها.
وكان في السبت الأول طلع الناس إلى منى لأجل الفرجة للسبت بها على العادة. ثم في السبت الثاني تكرر لكثير من الناس الطلوع بمنى وأقاموا بها الجمعة والسبت - على عادتهم - وصلوا في مسجد الخيف مغرب ليلة السبت.
ونودي بزينة أسواق مكة سبعة أيام لأجل وصول الخبر بنصرة الخنكار على الفرنج المخذولين وعوده إلى تخت ملكه، نصره الله تعالى وأيد المسلمين.
واتفق من المقدّر علينا أنّ جارية حبشية موطوءة للشرفي البحيري الحناط والده، أنها فُقدت عند توجّهها لسبت منى ولم يظهر خبرها إلّا في يوم الثلاثاء