للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني تاريخه سافر الوكيل الملك محمد القيلاني إلى جدة على نية العود إلى مكة.

وفي هذا الشهر كان معظم الصيف، وبيع فيه الرطب غاليًا وكان رطل بُرني بمحلق ونصف ثم نزل إلى محلق، وكذا اللبان واللوز، بل بيعت اللبانة بجدة كل رطل بمحلقين للهنود، وكل حمل بخمسين دينارًا. وكيله نحو الغرارتين، عشرين مدًا مكيًا (١). وارتفع السعر في الأقوات فبيع السمن كل رطل بسبعة محلقة واللحم كل رطل بمحلق ونصف وزيادة، والحب كل ربعية بأربعة محلقة وزيادة أيضًا مع وجود الصرام في الأودية في الحب الذرة، والقربة الماء بمكة بمحلق ونصف والرطل العنب بمحلق، والخوخ كل رطل وربع بمحلق، والناس في ضرورة (٢) بسبب ذلك. فالله تعالى يرخّص الأسعار، ويكتب سلامة السفر في البراري والبحار، بمحمد وآله الأخيار.

[شهر شعبان المبارك، إن شاء الله تعالى من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)]

استهل ناقصًا في ليلة الخميس.

وفي ليلة الجمعة ثانيه مات الشيخ المبارك ناصر الدين الواسطي البصري نزيل مكة بها وعمره نحو سبعين سنة، وقَدِمَها في العشرين من عمره، فصار يتردد إلى اليمن للمتجر ويبيع البز ثم ترك ذلك وأقبل على العبادة، وسمع على الوالد كثيرًا من الحديث، وخلف أولادًا ذكورًا وغيرهم، فجهّز في ليلته وصلّي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بالقرب من قبر سلَفِه، رحمه الله تعالى.


(١) بالأصل: مكي.
(٢) بالأصل: استعمل لفظ "ضرورة" للدلالة على الضرر.