للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصري صهر الخواجا جلال الدين القرشي - جارُنا - وكان مريضا بالإسهال وتوجّه إلى جدة فزاد عليه ذلك فرجع إلى مكة وأقام بها ثلاثة أيام ثم مات، فجهّز في يومه وصُلي عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة داخل تربة الشيخ شرف الدين المجذوب، نفع الله به، وخلّف زوجة وصبيين صغيرين، جَبرهما الله تعالى.

وحدثت في هذا الشهر واقعة شنيعة مخِلّة بالدين عمِلها بعض القضاة المحيرين (١).

وهي أن شخصا يقال له حسين السولي مات وخلّف بنتًا وعصبة وتركة لها صورة من النخيل والثمار والحب وأوصى بثلث مخلّفه لعصبته، وأثبتوا ذلك على النوري علي ابن القاضي المالكي الزيني عبد الحق النويري بعد أن أخذ منهم نحو عشرة أشرفية، ونفذ ذلك القاضي الحنفي بديع الزمان بن الضياء بمبلغ أشرفيتين وأخذ الشهود مثلها، فبلغ ابنة الميت ذلك فتكلم لها جماعة مع القاضي المثبت وجعل له ما لا يقال خمسين دينارا فطلب خصمها بحضرة وكيلها وأمره بإحضار مستنده الذي أثبَته له فأحضره إليه فقطعه بحضرته وقال له: رجعتُ عن حكمي، فتوجّه الخصم إلى القائد مبارك بن بدر الحاكم بمكة وتكلم معه في ردّ دراهمه التي أخذها القضاة منه فأمرهم بردها له. وسمعتُ أن المالكي ردها وأما الحنفي فقال: أنا منفّذ والعمدة على الحكم. فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، وبالله المستعان.

شهر رجب الفرد أهلّ كاملًا في ليلة الأحد من سنة ٩٢٦ هـ (١٥٢٠ م)

في أوله وصلت الشريفة أم الكامل ابنة عجل زوجة الشريف بركات إلى مكة وذكرت أنّ زوجها توجّه إلى جهة اليمن للكشف على إبله ويعود إلى الوادي في نصف الشهر.


(١) وردت الكلمة بالأصل غير تامة الإعجام.