للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعافي مرضاهم بجاه سيد الأولين والآخرين .

شهر ربيع الأول استهل ناقصًا في ليلة الإثنين من غير رؤية لكنه بشهادة بعض أهل البلد والعرب جعله الله مباركًا سنة ٩٢٦ هـ (١٥٢٠ م)

في أوله نزل سعر الحب المصرية بمكة بحيث بيعت الربعية بمحلّقين ونصف وأقل من ذلك بعد أن كانت ملازمة الثلاثة وأزيد والرطل السمن بثلاثة محلقة ونصف وأقلّ من ذلك، والمنّ الجبن بثلاثة محلقة. وموجب هذا الرخص في الأخيرين كثرة المرعى وحسن الربيع، وفي الحب وصول جلاب من القصير واليمن وثلاثة مراكب من الهند خرجت (١) في أول زمان.

وفي ضحى يوم الإثنين مستهل الشهر مات الفقيه العدل المرتضى شرف الدين يحيى بن إدريس بن يحيى بن أبي الخير محمد بن عبد القوي المكي المالكي بعد توعّكه نحو نصف شهر بالحمى والجدور (٢) فجهّز من يومه وصُلّي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة بالقرب من تربة الشيخ عمر العرابي بوصية منه لكونه فقيره وخلّف ولديْن ذكرين وبنتين مزوجتين أكبرهما على محمد ابن الشيخ باكثير وثانيتهما (٣) على محمد ابن الشيخ الحطاب. وصهورته لهذين تدلّ على بركته، رحمه الله تعالى فإنه كان فقيرًا ملازمًا على الشهادة بباب السلام وشغل العُمَر والقيام بعياله مع البشاشة والقناعة، تغمده الله برحمته.

وفي ظهر تاريخه سافر من مكة المشرفة الملك محمد بن شيخ علي القيلاني


(١) بالأصل: خرجوا.
(٢) الجدور التورّم الناتج عن مرض الجدري.
(٣) بالأصل: وثانيهما.