وأجزت لهم روايته وكتب القارئ إجازة به ولله الحمد على بلوغ ذلك.
شهر ذي القعدة الحرام استهل ناقصًا بالإثنين من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)
في أوله جاء الخبر للسيد الشريف أبي نمي بأن بني إبراهيم أهل ينبع كثر جمعهم من القادمين والمقيمين والتجؤوا إلى بلدهم الشريف (١) وطلب الشريف عرار بن عجل منه تكثير العسكر وإرسالهم له لمقابلتهم للحرب، فاهتم الشريف أبو نمي لذلك وبلغ اليازجي محمود النائب بجدة ذلك فبرز من جدة ليقدم مكة ويعين منها عسكرًا من الأروام. فلما وصل لوادي جدة جاءه الخبر بأن النائب الجديد بجدة والي جلبي الرومي وصل إليها في غراب تقدم من المراكب المسمارية، فعاد لمواجهته واجتمع به.
وكان قدومه لها في يوم الثلاثاء تاسع الشهر. ونزل إليها ليلًا ودخل الفرضة السلطانية وخرج الناس في صباحها للقائه من البحر ليعرضوا له فبلغهم دخوله للبلد ليلًا، فتوجّهوا إليه وسلموا عليه وأخبروه بقضية بني إبراهيم فأمر الزيني مصطفى مشدّ العين والعمائر السلطانية ليجمع عسكرًا من الأروام وينفق عليهم للتوجّه صحبة عسكر صاحب مكة السيد أبي نمي الحسني.
فيقال إنه عيّن ثلاثين روميًا يرمون بالبندق وجماعة الشريف أربعين تركيًا صرف لكل واحد منهم أربعة وعشرين أشرفيًا في كل شهر وللأروام كل واحد اثني عشر. ومن الخيل أربعين وجماعة من أكابر بني حسن مقدمهم السيد أبو القاسم ابن السيد بركات شقيق السيد أبي نمي صاحب مكة وصحبته القائد ياقوت بن عجلان إلى عسفان وعاد منها. وتوجّه غالبهم من فريق الشريف والأروام من مكة