للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشيع أن المتكلمين على الحب امتنعوا من بيعه لعدم خلاص ثمنه، فطلب شراء الحب قليلٌ (١) وأطلق الناس ألسنتهم في المتكلمين ثم إنهم باعوا بعضه بهذا السعر، وشرعوا في قسمة الصدقة كما يأتي ذكره. ورخصت الأسعار بحمد الله تعالى في السمن والعسل والجبن بحيث بيع المنّ السمن بأربعة أشرفية والقنطار العسل باثني عشر أشرفيًا والمن الجبن بخمسة محلقة والرطل اللحم بمحلق ونصف وربع.

[شهر شعبان المكرم أوله الخميس من سنة ٩٣٣ هـ (١٥٢٧ م)]

استهل فيها ناقصا وطلع لرؤيته علو جبل أبي قبيس قاضي القضاة الشافعي وناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة، على العادة، ومعه كثير من الفقهاء والأعيان وهنأه الناس في صباحه.

وفي يوم تاريخه [وصل] (٢) من جدة حبّ قاضي القضاة الشافعي من صدقة الذرة الواصلة من اليمن مع صدقة البُرّ من مصر التي أرسلها مدبّر المملكة المصرية الأمير جانم الحمزاوي، وحصته فيها ثمانية أرادب ولقاضي القضاة المالكي الشرفي الأنصاري نصفها وللقاضيين الحنفي والحنبلي كل واحد ثلاثة وللأئمة الأربعة وفاتح الكعبة والخطيب القديم والفراشين والخدام والريّس والمؤذنين لكل واحد أربعة أرادب، ثم زيد المؤذنون إردبين والخطيب المستجد مثلها وكثير من الفقهاء وغيرهم مثلها ودونها. وعيّن من جدة خلق من أهل مكّة والغرباء. ووصلت ثاني تاريخه قائمة فيها أسماء من عُيّن، ولم أجد لي فيها اسْمًا، فاللَّه تعالى يعوّضني خيرا منها.

وفي ضحى يوم السبت ثالث الشهر وصل لمكة حاكمها القائد مبارك بن بدر


(١) بالأصل: قليلا.
(٢) كلمة سقطت من الأصل أضفناها لإكمال المعنى.