وذلك بالمسجد الحرام وحضره بعض جماعة اتفاقا. وكان خطبها منه فتوقّف معه مدة ثم أنعم عليه وشرط عليه الدخول في أول السنة الآتية، وانتقِد على الزوج مصاهرته، فالله تعالى يُعينه عليه لسوء معاملته.
وفي عصر يوم السبت ثاني تاريخه ركب الشريف بركات صاحب مكة وتوجّه لعزاء القاضي الشافعي محب الدين بن ظهيرة في عمّه القاضي صلاح الدين وجلس عنده قليلًا وجابَرَه بكلمات كثيرة ثم توجّه لعمّته السيدة سعادة ابنة القاضي أبي السعود بن ظهيرة فعزاها أيضا وعاد لمنزله.
وفي يوم الإثنين تاسع عشريْ الشهر مات القائد بدر الدين حسن بن عبد الكريم بن شكر الحسني الناظر على أوقاف جده بالمسفلة وأوقافه، وكان كفّ نظره مع كثرة كلامه وإيصاله لمراده، فوجع زمنا طويلًا، فجهّز في يومه وصُلّي عليه بعد صلاة العصر ودفن بالمعلاة في تربة سلفه، رحمه الله تعالى وعفا عنه آمين، وخلّف ولدين ذكرين عبد الله ومحمد وكلاهما رجلان وحالهما أصلح من أبيهما.
[شهر جماد الأول استهل ناقصا بالثلاثاء من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢١ م)]
وكان صاحب مكة الشريف أبو نمي ووالده السيد بركات الحسنيان مقيمين بها.
وفي صبح تاريخه توجّه القضاة والأعيان للسلام عليهما في منزلهما، فشكي القاضي الحنبلى محيي الدين عبد القادر بن ظهيرة من قاضي المالكية الزيني عبد الحق النويري وأطلع الشريف على بعض أحواله وولده وارتكابهما لأمور محرّمة، فقال له الشريف: أما ولده فشابّ، وكل أحد له صبوة، فبلغ المالكي وابنه ذلك فأرسلا إلى الحنبلي يسبّانه وبالغ الولد في ذلك لجيرانه على عادته، وقد قال فيه بعض الشعراء يشكوه للشريف ويُعرفه بحاله.