للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونظف العتبة المجاورة له لأجل مجرى السيل منها بمبلغ كثير وصل من الروم. جزاهم الله خيرًا.

شهر ربيع الثاني استهل ناقصًا بالإثنين من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٨ م)

في يوم الثلاثاء ثاني الشهر عمل الوزير العظيم والخان الكريم عز الدين آصف خان - عظّم الله له الشأن - ضيافة في بركة الماجن أسفل مكة لبعض الأروام وغيرهم من الفقهاء والعلماء الأعلام بقصد الأولين هما قاضي العسكر الرميلي - كان - واسع جلبي وقاضي مكة الأفندي مصلح الدين ونوابه من الحنفية الأروام وقاضي المالكية الشرفي أبي القاسم الأنصاري وغيره من العرب والعجم. وقدم لهم كثيرًا من الأطعمة المفتخرة والحلويات والفاكهة ثم دل على عظمته ورئاسته وجلالته ويُظهر الكرامة لهم وحضرتُ ذلك، ورأيتُ منه أحسن المسالك زاده الله من الخيرات.

وفي ليلة الأربعاء ثالث الشهر مات جارنا الخواجا المعمر الأصيل جلال الدين أحمد بن … (١) القاهري ثم المكي الشهير بالقرشي وعمره نحو تسعين سنة بعد أن قَلّتْ حركته وضعفت بُنْيته وثقل سمعه وكلّ منه أهل مكة، فجهّزه ولده في ليلة تاريخه وصلّي عليه في صباحها وشيّعه جماعة ودفن بالمعلاة بالشعب الأقصى وسط تربة الشيخ شرف الدين المجذوب لكونه أعدّ موضعًا لقبره في فسقية بنى ولده عليها قبّة. وعمل له ربعة بالمعلاة وختمًا وتهليلة ومولدًا في الليل للفقراء وغيرهم، ومدّ لهم حلوى وقهوة وبُنًّا وطيبًا وغير ذلك.

وخلّف ثلاث بنات مزوّجات وذكرا أصغر منهن وُلد في المنزل الذي بجوارنا


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.