للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ست وعشرين وتسعمائة ٩٢٦ هـ (١٥١٩ م - ١٥٢٠)

أحسن الله عاقبتها وجعلها مباركة رخية بجاه خير البريّة

أولها شهر محرم الحرام، استهلّ كاملا في ليلة السبت المبارك.

وفي هذه الليلة المباركة اجتمعتُ بعد صلاة العشاء بالشيخ القدوة المحقق العارف بالله تعالى شيخ الطريقين، وإمام الفريقين مرشد السالكين، ومربي المريدين شمس الدين محمد ابن الشيخ المعمر أحد الأمراء المنقطعين بالشام علاء الدين علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن صالح بن أبي بكر بن موسى الكناني الموسوي الدمشقي ثم الصالحي الشافعي نفع الله به والمسلمين ببركاته، وأغاثنا بصيْب علومه ونفحاته، فلقّنني الذكر الشريف وأرْخى لعمامتي عذَبة اقتداء بفعل النبي المعظم المنيف وذلك جهة اليسار، قصد إثبات (١) السنة على القلب والسكينة والوقار، نفعني الله بذلك وأرشدني أحسن المسالك.

وألّفْتُ بسبب ذلك تأليفي بلوغ الأرب، في حكم تيجان العرب وقرّضها لي جماعة نظمًا ونثرًا، واستمررتُ (٢) على فعل العذبة وتقصير الأكمام، بعض أشهر وأعوام، فظهر لي في ذلك الرياء فعرضته على الشيخ فقال لي: حالك الأول ألْيَقُ بك، فعُدتُ إلى كبر العمامة مما كنتُ أفعله أولًا. والأعمال بالنيات، والله الهادي للأفعال الصالحات.

شهر صفر الخير المبارك استهل ناقصًا في ليلة الأحد من سنة ٩٢٦ هـ (١٥٢٠ م)

وفي أوله أرخصتْ الأسعار في الحب لوصول جلاب من القصير لجدة، فبيع


(١) بالأصل: الثبات.
(٢) بالأصل: واستمريت.