للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر ربيع الثاني استهل ناقصًا في ليلة الأربعاء من سنة ٩٣١ هـ (١٥٢٥ م)

وفي صبح يوم الأربعاء نَظف أماكن في المسجد الحرام ناظره مع جماعة من التجار الأروام والأعاجم وأولاد العرب وغيرهم، وأرسل الناظر إلى جدة يُخبر مشدّ العمائر الخنكارية المظفرية العثمانية لكونه نزّلها لحمل مُؤن العمائر بمكة المشرفة، فوصلها في اليوم الثالث ووالَى العمل في المسجد من يوم السبت رابع الشهر وكوّم الطين في أطراف المسجد ومعه المهندسون (١) والعمال من المصريين والأروام، وكان قصده عمل الطين آجورا للبناية في العمارة لمنارة باب علي التي شرعوا في هدمها يوم تاريخه لكون بعضها متشعبًا (٢). وكان بناها المهدي لأبي جعفر المنصور العباسي ويقال الوزير الأصفهاني الجواد، وأصلح سفلها مما يلي المسجد في الجهتين سودون المحمدي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة.

وجاوَدَ الأمين على العمارة الخنكارية العثمانية على حمل التراب المكوّم بالمسجد الحرام وهو نحو ثلاثين كوما بأزيد من ألف دينار وعلى قطع المسعى من باب السلام إلى جهة الصفا إلى سفل مكة جهة باب إبراهيم بألفي أشرفي ومائتين وثلاثين أشرفيًا وتنظيف العتبة مع باب سويقة بخمسمائة أشرفي، واستمرّ العمل في ذلك جميع ربيع الثاني.

وفي شهر جماد الأول كمل هدم منارة باب علي مع هدم باب السلام والرواق الموالي له إلى أمام مدرسة الأشرف قايتباي، وظهر في أساس المنارة أربعة أعمدة، وعُمِّر مكانها حجارة سوداء منْحوتة وعلّوها حجر أصفر رخو وبُني بنورة جديدة مخلوطة بالنورة العتيقة وآجِرّ مدكوك ومدر مخلوط معها، واستمر العمل في باب


(١) بالأصل: المهندسين.
(٢) بالأصل: متشعب.