للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد ذلك، تقبل الله منه العبادة هنالك.

وفي ليلة الجمعة عشريْ الشهر وصل لمكة أميرها السيد أبو نمي الحسني وطلب القبانين ودلالي الرقيق وعفا عنهم في إبطال ما أحدثه عليهم من المكس عام تاريخه فكثر الدعاء له والثناء عليه. ألهمه الله العدل والخير، وصرف عنه كل شر وضير. وتوجّه لرؤية عمارة رباطه في باب الدريبة والبيوت التي أحدثها في المدعى علو مكة. ثم عاد إلى فريقه، أزال الله عنه جميع تعويقه، وألهمه العدل في رعيته.

شهر جماد الثاني استهل كاملًا بالثلاثاء من سنة ٩٤٦ هـ (١٥٣٩ م)

في أوله شرع خطيب مكة الآن المحيوي العراقي في لعب العيري بالنقارة أمام منزله لعرس ولده الزيني عبد الرحيم على ستيتة بنت أخي زوجته الزيني مكارم بن عبد القوي مع مرض عمتها وإمعانها في مُهمّها واستمر عشرة أيام.

وفي صبح يوم الجمعة خرجت مؤذنة العرس من جهتي العريسين فلِجهة الزوجة جاريتان حبشيتان ومولدة ولجهة العريس واحدة، فحضر عند خروجهن (١) قاضي المالكية الشرفي الأنصاري، لكون أم العريس بنت عم أمه، وألصق على الثلاث مؤذنات ثلاثة أشرفية سليمية كل واحدة واحدًا. وبعض أصحاب والد الزوج وبعض أقارب أمه من بني ظهيرة أهل المسفلة، ولم يحضر أحد من أهل سويقة ولا القضاة والفقهاء. وألصق الحاضرون فضة لم يتحصل في مجموعها نحو ثلاثين أشرفيًا على ما بلغني. وقدم للحاضرين معمولًا وانصرفوا.

ثم عُملت الغمرة للعروس في ليلة الأربعاء تاسع الشهر وحضر فيها قليل من النساء والصقوا فضة إلّا السيدة أم الحسين ابنة قاضي الشافعية الجمالي أبي السعود


(١) بالأصل: خروجهم.