للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر شعبان المبارك استهل بمكة كاملًا بالأحد لوجود الغيم بها من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢١ م)

ورآه جماعة من أهل الوادي وجدة وغيرهما بالسبت وثبت ذلك في جدة على قاضيها الشافعي فأرّخ أهل مكة به. وفي عصر يوم الأحد وُلِدَ لقاضي القضاة الشافعي الجديد المحبي بن ظهيرة ولد ذكر سماه باسم جده جمال الدين محمد أبي السعود وأمه ابنة عم والده سيدة الكل ابنة قاضي المسلمين شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة البرهاني بن ظهيرة فهو أصيل الطرفين، عفيف الأبوين، قرنه الله بالسعد والبركة، وجعله مباركًا على أبويه في جميع الحركة، ففرح به والداه ومحبوهما (١) ففرَّح به أباه الأعيان نظما ونثرا وعمل له وليمة مختصرة مراعاة لقريب والدته قاضي جدة الجمالي محمد لموت أخته في الشهر الماضي قبله (٢).

شهر جماد الثاني استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٣٠ هـ (١٥٢٤ م)

وفي ضحى أوله وصل لمكة قاصد يقال له ابن مسلّم البدوي (٣) وعليه خلعة ألبسها ابن السيد الشريف بركات بن محمد صاحب مكة عند مواجهته له بوادي


(١) بالأصل: والديه ومحبيهم.
(٢) هنا انقطعت أخبار المؤلف من شهر شعبان سنة ٩٢٧ هـ فلم يسجّل شيئا من أخبار مكة إلى التاريخ الموالي وهو شهر جمادي الثانية سنة ٩٣٠ هـ، فكانت مدة الانقطاع سنتين وعشرة أشهر، وهي الفترة التي كان فيها غائبا عن مكة في رحلة قام بها إلى بلاد الروم (تركيا) وفيها ألّف كتابه "الجواهر الحسان، في مناقب السلطان سليمان بن عثمان" (مخطوط) فقد أتمّه في مدينة بورصا في رمضان سنة ٩٢٨ هـ، انظر تفاصيل ذلك في كتابنا: التاريخ والمؤرخون بمكة ص ٢٠١ - ٢٠٤.
(٣) ورد الاسم بالأصل: "ابن مسلم" وذلك يخالف ما ورد في النص مرارا وهو "مسلم".