للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الينبع وفيه قمح الصدقة إليها وفيه حَب كثير، فالله تعالى يرخّص أسعار المسلمين.

وفي جمعة تاريخه طلع سعر المساعيد الفينق (١) إلى ثمانين بمحلق وتضرّر الناس بذلك لكثرتهم وبخسهم.

وفيها شرع الخواجا الكبير بيري الرومي في عمارة بركتي الحاج اللتين (٢) بالمعلاة وصرف عليهما مالا جزيلا من عنده واشترى نورة فنوّر جدرانَها وسفلها واستمر الشغل في البركة الأولى مدة.

وفي ليلة الأربعاء سادس عشري الشهر وصل إلى مكة زيت الحرم الشريف المكي، وكان وصل بحرا في المركب المسماري إلى ينبع وأرسِل في جلبة إلى جدة، وعادته يصل مع الحاج صحبة الشمع والبطائن التي لأكفان الأموات، فتسلّمه القاضي الشافعي محب الدين بن ظهيرة ووضعه في حاصل الحرم بباب الدريبة وضبطه مع القباني فجاء وزنه ألفا وستمائة واثنين وثمانين رطلا (٣)، وحمل شمعه وزنَتُه ثلاثمائة وثلاثة وثمانون رطلا، وستون بطانة لأكفان الأموات. وابتهج القاضي بوصوله وعد ذلك من سعدة.

[شهر ربيع الثاني استهل كاملا في ليلة الإثنين من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢١ م)]

وفي أوله تباشر الناس بدخول المراكب الهندية إلى بندر جدة المعمورة، فدخلها في أوله الفتحي من الديو ثم التركي من كنباية ثم البروجي ثم بركات الحلبي منها


(١) الفينق: كذا بالأصل ولم أجد لهذا اللفظ توضيحا في ما بين يديّ من المصادر.
(٢) بالأصل: اللتان.
(٣) بالأصل: ألف وستمائة واثنان وثمانون.