[شهر ربيع الأول استهل ناقصا بالسبت من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٨ م)]
وفي ليلة الثلاثاء حادي عشر الشهر وصل لمكة من فريقه صاحبها الشريف أبو (١) نمي الحسني لأجل زيارة المولد الشريف وعقد أولاد وزيره الآتي. ووافق وصول أمين الصدقة الهندية من جدة وهو الخواجا خليل والناظر عليه إقليم خان الهندي، فقصدهم الناس للسلام عليهم.
وفي عشاء تاريخه مات الشيخ العلامة المدرس مفتي المسلمين القاضي شمس الدين محمد بن العز عبد العزيز الحجازي القاهري الشافعي نزيل مكّة المشرفة وأحد نوابها في الحكم من القاضي كمال الدين التادفي الحلبي كان. وجهّز في ليلته وصلّي عليه عقب صلاة الصبح ونودي له على زمزم ودفن بالمعلاة في تربة الجبرت وشيّعه جماعة وذكروه بخير.
[كان من أكابر العلماء ومن أجل تلامذة شيخ الإسلام زكريا، وله تصانيف كثيرة منها شرح لطيف على صحيح البخاري وحواش على شرح العقائد وحواش على شرح هداية الحكيم وكتاب حافل سماه عنوان المعلوم ذكر فيه من كل علم عدة مسائل ولطائف وفوائد وهو كتاب مفيد في بابه. رأيت هذه الكتب كلها بخطه وله غير ذلك من التصانيف والدقائق، وكان له درس في المسجد الحرام قرأتُ عليه قطعة من المغني لابن هشام وحضرتُ دروسه وأجاز لي. وكان لطيف الذات حسن المفاكهة ضحوك السنّ بشوشا، رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس