للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شهر شوال المبارك استهل كاملا بالثلاثاء من سنة ٩٣٨ هـ (١٥٣٢ م)]

في صبْحه صلى بالعيد الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النويري الخطبة المعتادة وترك الناس اللعب على رؤوس الجبال بالنقارة وكذا بالمعلاة لحزنهم على وفاة السيد سيسد بن محمد بن بركات الحسني عم صاحب مكة وابن صاحبها - كان - رحمه الله تعالى وإيانا.

وفي مغرب ليلة السبت خامس الشهر سافر والي جلبي النائب المعزول لجدة بعد أخذ بعض حوائجه وبيع بعضها في السوق وشد محفة على جمليْن وتقدمت مع حموله وترك زوجة له بمكة وسافر بثانية. ودخل هو للمطاف وفي رقبته الزنجير من تحت الثياب فطاف وركب بغلته ولم يتصدق بشيء على خدام الدرجة فصار الدعاء عليه من العامة وغيرهم. (١). وأقام بجدة إلى ثلث الشهر ثم جهّز في ثلثه وسافر بحرًا فلاقاه بقرب جدة النائب الجديد محمد جلبي الرومي فرده معه ليكشف على عمله كما رسم به. وكان قدم إليه في العام الماضي بمرسوم ليكون عنده بجدة فمنعه وردّ مرسومه فتوجّه للروم وشكاه في باب الخنكار فوافق كثرة الشكوى فيه فولوه عوضه وأرسلوه لمحاسبته والنداء عليه للاطلاع على ظلمه .... (٢) لجدة وتوجّه لصاحب مكة السيد أبي نمي بفريقه بجهة اليمن فاجتمع به [وقدم] (٣) مرسومه فأضافه الشريف وأكرمه وعادا لمكة فدخلاها في ليلة الجمعة ثامن عشر الشهر.

وسكن النائب الجديد محمد جلبي عند عياله في قاعة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة في السويقة ثم توجّه في صباحها لمنزل السيد أبي نمي


(١) نلاحظ أن هذا الذي تدعو عليه العامة لأنه لم يتصدق بمال على الفقراء هو رجل معزول عن وظيفته وقع الاستيلاء على أملاكه وفي رقبته الزنجير.
(٢) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٣) إضافة يقتضيها المعنى.