للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيت الله الجليل … (١) المدعو الطيب ابن الشيخ سراج الدين عمر بن أبي راجح محمد بن علي الشيبي المكي الشافعي وعمره ثمانون (٢) سنة بعد توعكه نصف سنة بالحمى والإسهال والفالج بحيث بطل بعض أعضائه. فجهّز في يومه وصلّى عليه قاضي الشافعية الآن النوري بن ناصر بعد صلاة العصر عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الأعيان وغيرهم. وكانت جنازته حافلة ودفن على قبر مشائخ السدَنة (٣) في الشعب الأقصى بالمعلاة جوار الشيخ فضيل بن عياض ورفقائه المشائخ الصوفية، نفع الله بهم ورحمهم. وخلف ولدا اسمه يحيى. وتولّى فتح الكعبة بعده أخوه الشيخ عبد الله وهو أصغر منه بثلاث سنين ولم يستَنِبه في حياته لخصام بينهما. ويقال إنه فرح بموت الزيني عبد الباسط ابن أخيه لما سمع بموته فعاش بعده جمعة ولحِقه، فسبحان الحي الذي لا يموت.

وفي يوم تاريخه وصل إلى مكة من جدة البدري حسن ابن القائد نور الدين علي بن مبارك الحسني الحاكم بمكة كان وهو مريض وحصل له ماخولية (٤) في عقله، وكانت تعتريه في بعض الأحيان وفي الغالب يكون عاقلًا مع الحشمة والتودد للناس والصبر على الشدة والبأس. فقدّر الله تعالى أنه قويَت عليه الماخولية وغفل عنه أهله فدخل إلى مخزن وعلّق به حبلًا فشنق فيه نفسه، فلمّا دخلوا إليه وجدوه قد مات. فحزن عليه والده وأخته وجميع أصحابه ومعارفه لشبابه، وجهّز في يومه وصُلّي عليه عند باب الكعبة مع فاتحها الطيب الشيبي وشيّعا جميعا إلى المعلاة ودفن بالحجون بجانب تربة بني زائد والخواجا محمد سلطان، وعفا عنه وعوضه في شبابه الجنة، فإنه عمره نحو ثلاثين سنة.


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: ثمانين.
(٣) وردت الكلمة بالأصل غير معجمة.
(٤) ماخولية: كذا بالأصل وهو خطأ صوابه "ملنخوليا": مرض عقلي نفسي.