للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سابعا عند أهلها وحلوى في منزله وقت نُقلتها إليه. وفق الله بينهما ورحم والديهما.

وفي الثلث الأخير من ليلة السبت ثالث عشر الشهر كسف القمر كسوفًا كاملًا الجميعه. وصلّى الخطيب جمال الدين محمد ابن شيخنا العلامة الزاهد عفيف الدين عبد الله باكثير الكندي صلاة لطيفة ختمها عند قيام صلاة الصبح، ولم ينجل القمر جميعه ثم صلّيت صلاة الصبح وبعدها خطب الخطيب المشار إليه خطبة بليغة وجيزة شكره الحاضرون لها.

وفي يوم الإثنين خامس عشر الشهر ظهرت بمكة سكة جديدة في الفلوس عملها نواب صاحب مكة السيد أبي نمي محمد الحسني وهو غائب في جهة اليمن ببلاد جازان، ودقت في المسعى وفُرقتْ على المتسببين والصيارف وأهل الخان من البزازين كل أربعين فلسًا صغيرًا بمحلق كبير وكل عشرين فلسا كبيرا (١) بمحلق كبير على نصف المعاملة الأولى. وتضرر العامة من ذلك لنقصها.

وكان السبب في فعلها رأس المباشرين بجدة الجمالي محمد بن أحمد المريسي. وكثرت الشكوى فيه لأجل ذلك وغيره. فالله ينتقم منه بعدله. وأما أهل جدة فتحاملها السوقة وأعادوا صرفها الأول على حاله ثمانين فلسًا بكبير وخسروا في الأشرفي نحو نصفه وحُمدوا على فعلهم، ثم تبعهم سوقة أهل مكة بعد التشكي بما لا يفيدهم. والله تعالى يخلف عليهم جميعهم ويعينهم.

شهر رجب الفرد استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٧ م)

في أول ليلة منه عقد شيخ الشافعية وقدوة البرية العلامة الحجة تاج الدين أبو الحسن محمد ابن الشيخ جلال الدين محمد البكري القاهري نزيل مكة الآن - نفع الله


(١) بالأصل: فلس كبير.