للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند والده بالشعب الأقصى بالمعلاة عند المشائخ الفضيل بن عياض وعبد الله بن أسعد اليافعي وغيرهم. وكان له مشهد عظيم، رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين. وخلّف ولده وأخاه، نفع الله به وبسَلفه.

وفي آخر هذا الشهر عمّرَ الشيخ موسى الرومي دكة لطيفة أمام مسكنه بالمدرسة الشرابية جوار باب السلام، فأنكرها عليه الخاص والعام لكونه تصرف في حدوثها بأمره ولم يشاور الناظر في فعله. ثم توجّه محيي الدين العراقي وإمام الشافعية أبو الخير الطبري لكونهما واجهاه بالإنكار عليه، فصار يحطّ عليهما وعلى العرب بكلام كثير. ثم إن بعض الناس جاء في الليل وهدمها. فكثر منه الكلام، بما لم يفده إلّا الملام، ثم أعادها، والله أعلم بفعله فيها.

شهر ربيع الأول استهل كاملًا بالأحد من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٨ م)

في (١) صباح أوله ابتدأ الأروام في قراءة سورة الأنعام بالحطيم الشريف تجاه الكعبة الشريفة لأجل الدعاء لنصرة عسكر الخنكار والباشا سليمان الخصي نائب الديار المصرية عند توجّهه لغزو الفرنج المخذولين في الهند. وقرر في قراءتها قاضي مكة مصلح الدين الرومي الحنفي كثيرًا من الأروام ونحو ثلث الأربعين من العرب وأسقط كثيرًا ممن كان مقررًا في قراءتها من مدة خمس عشرة [سنة] (٢) منهم كاتِبُه ومَن ليس له وظيفة في الحرم، وأثبت بعض أهل الوظائف من القاضيين المتوليين المالكي والحنبلي واثنان من أئمة الشافعية وواحد من أئمة الحنفية وغيرهم


(١) وردت كامل هذه الفقرة مؤخّرة عن مكانها في الأصل وعليها علامة التقديم بخط الناسخ.
(٢) إضافة تقتضيها الجملة.