للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الجمعة أشيع أنّ الأمير إسكندر الجاركسي الذي في اليمن رجع من جازان إلى زبيد بسبب ما أوحِيَ إليه بأن صاحب جازان المهدي الذي أرسل يطلبه للنجدة على القرب أهل حلي مواطئ الشريف بركات سلطان مكة على قتاله، فتشوّش منه وأمر أخاه عز الدين بقتْله وأخذ بلاده فتوجّه له إلى منزله على غفلة منه وضرب بعض أخصّائه فنزل إليه ليشفع له فمسكه ووضعه في الحديد ثم عاقبه واستصفى أمواله ثم قتَلَه. وورد بذلك عتاب الشريف بركات إلى مكة، وحصل هذا بسعده لكونه في تلك الناحية وكان يخشى مِن وقوع فتنة هناك فأخمدها الله تعالى برجوع إسكندر إلى محل ولايته. وبعد هذا .... (١) الشريف بركات بأهل حلي فانهم مخالفون عليه في الباطن، وفي الظاهر يُظهرون له الطاعة، وراسلوه في ذلك فلم يقبل منهم إلّا أخذ الدرع والفرَس، فالله تعالى ينصره عليهم ويبقيه للمسلمين، فإنه رأس العنقود، وصاحب الراية التي إلى الخير تعود.

شهر ربيع الأول جعله الله شهرا مباركا ببركة مَن وُلد فيه من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)

استهل كاملًا في ليلة الخميس.

وفي يوم الأربعاء سابع الشهر وصلت إلى مكة ورقتا (٢) القاضيين المتقدم ذكرهما صحبة الشيخ أبي الفضائل بن الفضائل (٣) بن الضياء الحنفي، فإنه كان بجدة وأخذهما


(١) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٢) بالأصل: ورقتي.
(٣) كذا بالأصل، ولا نعرف شخصا من بني الضياء سُمّي بهذا الاسم.