للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي عصر يوم الإثنين تاسع عشريْ الشهر تحدث الناس برؤية هلال شوال فطلع لرؤيته على جبل أبي قبيس كعادته قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة القرشي ومعه جماعة من الأعيان الفقهاء والشهود وغيرهم. فصلّى بهم صلاة المغرب علوه فرأوا الهلال حينئذ فأعلنوا بالتكبير ونزلوا أمام القاضي على هيئة جميلة مبهجة ولاقاه بقية القضاة والأعيان من جهة الصفا وتوجّهوا معه إلى منزله وأفطروا عنده من سماط حسن عمله على عادة سلفه.

[شهر شوال المبارك استهل ناقصا بالثلاثاء من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٩ م)]

وفي صبحه صلّى أهل مكّة العيد بالمسجد الحرام كعادتهم وخطب بهم المحيوي العراقي خطبة طويلة تأنّق فيها ولم يرتضها كثير من الناس لطولها وعدم أنسه، [فإنه مسلوب الأنس متكلف] (١).

وفي ليلة تاريخها مات الخواجا محب الله العجمي أخو (٢) الخواجا زين الدين الناظر بجدة كان، فجهّز في ليلته وصلّي عليه بعد صلاة العيد عند باب الكعبة قبل الخطبة وشيّعه جماعة من الأعيان لباب السلام وعادوا، وتوجّه معه خلق من الأعاجم [ثم بُنيت (٣) عليه قبة، وهي تحت قُبَب أمراء جدة] (٤).

وفي مغرب ليلة الثلاثاء ثامن الشهر ماتت المرأة الجليلة المعمّرة كمالية ابنة الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحرازي المكي الحنفي والدة إماميْ الشافعية الزيني عبد المعطي والشرفي يحيى الطبريان. وكانت مريضة نحو سنتين، فجهّزت في ليلتها


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: أخي.
(٣) بالأصل: بني.
(٤) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.