للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم السبت رابع عشرى جمادى الثاني سافر من مكة شيخ الحرم النبوي محمود الرومي وصحبه عمدة الملك (١) الهندي والنوري علي ابن الشيخ بدر الدين حسن باكثير ابن أخي القاضي الشافعي الجديد. فسمع حاكم مكة القائد مبارك الدهلكي بسفره وكان مات له ولد صغير في صبح تاريخه فشيعه إلى المعلاة وتوجّه ثاني تاريخه إلى جهة القافلة المتوجِّهة (٢) للمدينة الشريفة، فلحقهم في خليص واجتمع بشيخ الحرم وعنده النوري علي باكثير فأخبره بطلب الشريف لرده إلى مكة. فحمي له شيخ الحرم ومنعه من ذلك، فقال له القائد: إن كنتَ (٣) فلا تعصنا وإلّا ما نمكّنك من السفر بنفسك. فلما رأى منهم الجد نام في خيمته وقال لهم: افعلوا ما أمركم الشريف به فردوا معهم النوري علي باكثير إلى مكة، ولم يظفروا بالمكاتبات التي معه من عند عمه على ما يقال بأخبار الدولة والهنود بمكة وجدة.

وتشوش عمّه من ردّه فلم يفده مع الدولة إلّا الذل والطمع فيه، ولله الأمر بما يظهره ويخفيه.

شهر رجب الفرد استهل ناقصًا بالإثنين من سنة ٩٤٢ هـ (١٥٣٥ - ١٥٣٦ م)

في أوله وصل قاصد من القاهرة وتوجّه لجهة اليمن للسيد أبي نمي صاحب مكة ومعه مراسيم وأخبار بنصرة الخنكار سليمان خان ابن عثمان سلطان الروم على أهل العجم، وأنه ولّى فيها النواب وأقام فيها عسكرًا وعاد إلى تخت ملكه مظفرًا منصورًا والله الحمد. وقد زُينت القاهرة له وكذا جدة.


(١) نلاحظ أن المؤلف يسميه أحيانا باسم عماد الملك وأحيانا أخرى عمدة الملك.
(٢) بالأصل: المتوجه.
(٣) كذا بالأصل.