للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خويلد بن عبد العزى زوجة النبي في تربة مبنية هناك وعمل لها ربعة صباحًا ومساء ثلاثة أيام بالمعلاة والمسجد الحرام.

شهر رمضان استهل كاملًا بالسبت من سنة ٩٤١ هـ (١٥٣٥ م)

ثم في ظهر يوم السبت غرة شهر رمضان المعظم ثاني وفاتها طلب القضاة الثلاثة ما عدا الحنبلي لعدمه وحاكم مكة القائد مرشد الحريري الحسني وأطلعهم على خبر قتلها وطلب الثلاثة الجواري بحضرتهم فأخبروه بفعلهن وسلّمهن (١) للحاكم فبتن (٢) به إلى صباح ثاني تاريخه وثالث قَتْلها. فضربهنّ ضربًا شديدًا وأركبهن على ثلاثة جمال وسمّر أيديهن بالخشب وهي ممدودة وأركب كل واحدة رحْلًا وشق بهن (٣) المسعى والمشاعلي ينادى عليهن: هذا جزاء من يتجرأ على قتل سيدتهم. واستمروا كذلك إلى سوق المعلاة ثم خنق الثلاثة وكسر أسنان إحداهن كما فعلوه بسيدتهن. فكان الجزاء من جنس عملهن ثم شُنِقْن (٤) بالحبال على سبيل البستان الذي بجانب بركتي المصري في قارعة الطريق واستمررن (٥) كذلك إلى آخر النهار ثم نزّلوهن، وكثر الكلام فيهن وفي سيدتهن.

ويقال: إن سبب قتلها غضبها على زوجها المشار إليه لما تزوج عليها في العام الماضي بابنة عمته من الخواجا نصير الدين الشيرازي المتوفاة في آخر شهر صفر أول سنة تاريخه وهي حامل منه. لما اطلعت على زواجه بها وأظهرت هجرانه وتعب في رضائها حتى حلف لها أيمانًا مغلّظة في عدم الزواج والتسرّي عليها، وترك عمته


(١) بالأصل: بفعلهم وسلمهم.
(٢) بالأصل: فباتوا.
(٣) بالأصل: بهم.
(٤) بالأصل: شُنقوا.
(٥) بالأصل: استمروا.